2025-05-08 12:58 ص

((معركة الجنوب السوري بداية نهاية الفتنة السورية))

2018-06-30
بقلم: رامي ميوس
مع بدء استمرار الحشد العسكري للجيش السوري في درعا ومحيطها، بدأت تدرك جميع القوى المنخرطة بملف الحرب على سورية أنّ معركة تحرير درعا بشكلٍ خاص، ستكون لها الكلمة الفصل، وفق نتائجها المنتظرة بأيّ حدثٍ مقبل... اليوم ومع انطلاق المعركة التحريرية الكبرى، والمتوقع أن تكون على مراحل، ولن تتوقف عند منطقة درعا البلد بل ستتزامن معها معارك بريف درعا الغربي والشمالي والشرقي وريف السويداء الشمالي، فاليوم بدأت تأثيرات هذه المعركة، تظهر على أرض الواقع قبل بدايتها خارج حدود سورية، وفي تصريحات وتحليلات واهتمامات الأطراف الدولية المنخرطة بالحرب على سورية، وبدا ذلك واضحاً في تصريحات وتحليلات «شركاء الحرب على سورية « باهتمامٍ ملحوظ بمجريات معركة درعا المرتقبة. وعند الحديث عن بعض تفاصيل معركة التحرير الكبرى لعموم مناطق الجنوب السوري، نتحدث عن حشد عسكري للجيش السوري مجهّزين بأحدث الأسلحة وأضخمها، وبعضها سيُستخدم للمرة الأولى في الميدان السوري، فمعركة تحرير الجنوب السوري… معركة سورية خاصة بامتياز وتقودها بشكل شبه كامل قوات النخبة في الجيش السوري، بالاضافة إلى وحدات عسكرية من الفرقة الرابعة والخامسة والتاسعة والخامسة عشر، مع معلومات ترجح مشاركة «لواء القدس الفلسطيني» والذي ستترك له مهمة تحرير مخيم اللاجئين الفلسطينيين في مدينة درعا، وبخصوص «العمليات العسكرية المتوقعة في الأيام القليلة المقبلة فالمتوقع أنها ستكون خاطفة وسريعة، وأنها ستبدأ بفتح جبهة عسكرية واسعة تقودها قوات النخبة في الجيش السوري لتطويق وعزل ومن ثم تحرير منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي… والمناطق الممتدة بين الطريق الواصل بين بلدتي رخم والكرك الشرقي الواقعتين في الريف الشرقي لدرعا، والهدف من ذلك هو تحييد هذه المنطقة بالكامل عن عمليات الجيش بعمق درعا، فالمنطقة المذكورة تعتبر من أكبر المناطق التي تتجمّع فيها المجموعات المسلحة في عموم مناطق الجنوب السوري، وعند تحييدها ستصبح مهمة تحرير درعا المحافظة مسألة وقت فقط، فقوات النخبة ستعتمد استراتيجية العزل والتطويق والتي أثبتت نجاعتها في معارك تحرير دير الزور وغوطة دمشق الشرقية. وليس بعيداً عن تفاصيل العمليات الميدانية في الجنوب السوري، يجب التذكير بمسألة هامة جداً، وهي ارتباط معادلة معارك الجنوب السوري بمعادلة شاملة مركبة الأهداف والعناوين تحكمها بالمحصلة مصالح إقليمية – دولية، فمحور العدوان على سورية، يجري اليوم استعدادات في الخفاء وفي العلن، للتدخل بأيّ وقت بمجريات المعركة وعلى الأرجح، سيكون التدخل من خلال تفعيل غرف عمليات جديدة، ودعم المجموعات المُسلّحة بالسلاح النوعي والمقاتلين، ولا يُستبعد هنا أنّ يتدخل الكيان الصهيوني بشكلٍ مباشر في معركة درعا في حال اقتراب الجيش السوري من تحرير تلال استراتيجية كتلال المال والحارة وغيرها، وستكون المشاركة الصهيونية بغطاءٍ أميركي، ومن بعض قوى الإقليم المنغمسة بالحرب على الدولة السورية، والتي لا تريد أن تتلقى هزيمة جديدة، وقد تكرّرت هزائمها في الآونة الأخيرة بسورية، فسقوط درعا يعني لبعض القوى الإقليمية المنخرطة بالحرب على سورية، سقوط كلّ ما يليها،وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة لهذه القوى، وهذا ما لا تريده هذه القوى اليوم، ولذلك نرى أن هناك حالة هلع وهستيريا في صفوف هذه القوى. وفي النهاية… يدرك كلّ المتابعين لتعقيدات ملف الجنوب السوري وارتباط هذا الملف بمعادلات إقليمية دولية، انّ الوصول لتسوية دولية إقليمية بخصوص هذا الملف، هو أمر صعب جداً لهذا ستترك الكلمة للميدان العسكري، مع تأكيدنا أنّ هذا الميدان المفتوح على عدة سيناريوهات، سيكون حسمه بالنهاية لصالح الدولة السورية ووحدتها الجغرافية والديمغرافية.