ثمة أسئلة كثيرة تتوارد إلى الذهن حين نذكر المملكة العربية السعودية ، الغنية بالنفط والتي امتلكت وتمتلك ثروة نفطية جعلتها من الدول الغنية في العالم ، والمسيرة التي اتبعتها تلك المملكة عبر السنوات الماضية من خلال ملوكها الذين تعاقبوا على عرش المملكة ، وتلك الأسئلة تتعلق بالأسلوب والنهج الذي اختارته المملكة على كل الصعد في إعطاء الصورة عن تلك المملكة التي يمكن القول إنها أداة من أدوات الإدارة الأمريكية بامتياز في تنفيذ مخططاتها العدوانية في المنطقة العربية وهي الدولة التي يمكن أن تقوم بدور هام في دعم القضية العربية الأولى قضية فلسطين وأن تكون عاملاً قوياً ومهماً في قوة العرب ولمّ شملهم بما تمتلكه تلك من ميزات يمكن أن تساعد وتساهم في نهضة العرب وامتلاكهم سبل قوتهم ليس في منطقة الشرق الأوسط بل بالعالم اجمع ..
فلماذا إذن كان للملكة العربية السعودية هذا الدور المذل والخانع ولماذا أصبحت دولة تدعم الإرهاب والإرهابيين وتعمل على تفرقة العرب بدلاً من أن تعمل على جعلهم يمتلكون سبل قوتهم ونهضتهم وحضارتهم ..
إن الدور الذي أريد للملكة العربية السعودية منذ بداية نشأتها كان كي تلعب هذا الدور الوضيع في المنطقة، وإذا كان هذا الدور غير واضح عبر السنوات الماضية بشكل علني إلا أنه أصبح واضحاً خلال السنوات القليلة الماضية بعد أن كان مخفياً وغير معلن ، فقد بدا واضحاً أن مملكة الرمال تنفذ رغبات الإدارة الأمريكية بشكل لا يقبل الشك ،وأصبحت الناطق العربي بما يريده الكيان العبري ، فقد كان الكيان الإسرائيلي يعبر عن سياسته بلغته العبرية والسعودية تنطلق بتلك السياسات باللغة العربية قولا وفعلاً فكانت السعودية هي الوجه الآخر للكيان الإسرائيلي في كل شيء حتى بالمجازر والجرائم التي كان ترتكب داخل الأراضي المحتلة ،كانت السعودية ترتكبها في اليمن الشقيق التي شنت عليها حرباً عدوانية منذ أكثر من عام ، فالدمار والتخريب الذي أصاب اليمن والقتل والتدمير هو ضمن أجندة الكيان الإسرائيلي في تمزيق الوطن العربي والعمل على إضعافه وإنهاكه إضافة إلى الدور الدنيء الذي قامت به المملكة في دعم الإرهاب والإرهابيين الذين جاءت بهم من أصقاع العالم لمقاتلة الجيش السوري والقضاء على الدولة السورية خلال السنوات الماضية حيث دعمتهم بالعتاد والسلاح لتنفيذ كل تلك المخططات العدوانية التي هي بالأساس مخططات إسرائيلية . فما هي مصلحة السعودية بإضعاف الدولة السورية والنيل منها ومن دورها الهام في المنطقة .
إن السعودية ليس لها أي مصلحة وهي بالأساس ليست إلا دولة تابعة وأداة قذرة تنفذ الإرادة والرغبة الأمريكية الصهيونية في المنطقة كي تبقى هذه المنطقة ضعيفة وغير قادرة على مواجهة الكيان الإسرائيلي خاصة أن سورية دولة هامة وفاعلة من دول محور المقاومة التي كان لها دور كبير في دعم المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية وكان من نتائج هذا الدعم انتصارات كثيرة حققتها المقاومتان اللبنانية والفلسطينية ومن أهم تلك الانتصارات تحقيق الانتصار على الكيان الإسرائيلي وتحرير الجنوب اللبناني في عام الـ 2000 وكذلك هزيمة الكيان الإسرائيلي في العدوان الذي شنه في تموز عام 2006 ومنعه من تحقيق أي تقدم يذكر في الجنوب اللبناني وكذلك انتصار المقاومين الفلسطينيين في غزة عام 2009 .
ما قامت به المملكة السعودية هو دور مذل وخانع في المنطقة العربية وهي قد أعلنت صراحة عن لقاءات ومشاورات بين الكثير من رجال المخابرات الإسرائيلية والسعودية إضافة إلى لقاءات جمعت بين محمد بن سلمان ولي العهر السعودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .
المملكة العربية السعودية دفعت مئات المليارات خدمة للكيان الإسرائيلي لدعم المرتزقة والعصابات الإرهابية في سورية ولو أنها دفعت تلك الأموال في استثمارات وفي افتتاح معامل ومصانع في الوطن العربي لأصبح الوطن العربي يضاهي أوروبا في نهضته وتطوره , ولكن غباء مملكة الرمال وغباء ملوكها وأمرائها جعلتها تضيع البوصلة وتسير في طريق الجهل والتآمر والخيانة التي أرادته لها الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني .. فهل سيستمر ذلك الدور الوضيع ... لا أعتقد ... إنما للباطل جولة ، ولا بد لآ ل سعود أن يحصدوا ما زرعته أيديهم من إرهاب وقتل وتدمير في المنطقة العربية فالشعوب حية لا تنسى أبدا والتاريخ لن يرحم أحدا مهما طال الزمن . .
كاتب وصحافي سوري