بالروح نفدي الوطن ،، والإرهاب الى الزوال ...
لم يكن تاريخ 25 / 7 /2018 تاريخ عادي في حياة السوريين عموما ، في هذا اليوم ومع ساعات الصباح الاولى قدمت سورية أكثر من 250 شهيد جلهم من النساء والاطفال من ابناء محافظة السويداء في جبل العرب ، حيث استيقظ أهل الجبل على صوت الرصاص والتفجيرات وما هي إلا سويعات حتى استرد أهل الجبل زمام المبادرة واستردوا المواقع التي استولى عليها تنظيم داعش الإرهابي المدعوم من الولايات المتحده الأمريكية والممول عربيا" دخل الأرهابيون من الشرق حيث قاعدة التنف التي تسيطر عليها الولايات المتحده بحجة محاربة داعش في سورية وهي بالحقيقة قاعدة لدعم هذا الارهاب الأسود . كان يوما" داميا" بكل ما للكلمة من معنى ، اطفال قتلوا وهم نيام ، أسر كاملة ابيدت لم يبقى منها أحد لا يوجد كلمات تصف ما حدث قالوا عنه الإربعاء الأسود وأخرون قالوا أنه يوم النصر والفخر والأعتزاز يوم استطاع فيه اهل الجبل امتصاص الصدمة في ساعات معدوده ووصل عدد المقاتلين من المدنيين الذي هبوا لتحرير ما ستولى علية داعش الى اكثر من ستة الاف في الساعة الاولى .
فمن خطط لهذه الجريمة وما هي تداعياتها على الحرب في سورية ؟
ففي العودة الى البدايات كان الجميع يراهن على موقف أبناء الجبل اتجاه الحرب على سورية وكان هناك تهديد وترغيب من قوى كثيره منهم من وعد بأستقلال وحكم ذاتي وأخرون هددوا بالذبح والموت أما طيور الظلام ارادوا أحياء مشروع الحزام الدرزي وتحويل الجبل الى مرتزقة مهمتها حماية الكيان الصهيوني الغاصب والإنسلاخ عن الوطن الأم سورية . فالمشروع يقوم على تشكيل كيان طائفي تحت حماية دولية يمتد من جبل العرب شرقا" حتى جبل الشيخ غربا"، وهذا ما رفضة الدروز ولم يفكروا بنقاشة من منطلق أنهم سوريون اولا" ووطنيتهم ليست للمساومة في سوق السياسة .فبالرغم من التهديدات التي اطلقها وليد جنبلاط في مقابلتة على احدى المحطات اللبنانية حيث قال بالحرف ((من مع النظام مع النظام ومن ضد النظام هو جزء من الإنتصار حلال دمهم الذين مع النظام )) منذ سنتين تقريبا الا ان ابناء الجبل لم يتأثروا ، ولم يخافوا او يفكروا بأخذ هذه التهديدات على محمل الجد بل على العكس كانت هذه التهديدات بمثابة نقطة تحول عند الكثيرين الذين شعروا بحقيقة الحرب على سورية وفهموا أن الهدف لما يسمى ثورة هو تدمير الوطن السوري وتسويق لمشروع الشرق الاوسط الجديد وتقسيم المقسم وانتزاع الاعتراف من العالم بحق الصهيونية بإنشاء الدولة اليهويدية بحجة ان المحيط هو عبارة عن دويلات دينية وطائفية .
وهذه ليست المرة الاولى التي يحاولون فيها تطويع الدروز والضغط عليهم من اجل ان يتخلوا عن سوريتهم وانتمائهم الوطني ، فدعم الكيان الصهيوني وفتحه للطرق للجماعة الإرهابية من أجل الإستيلاء على حضر وقتل اهلها مرتبط بهذا المشروع ، القديم الجديد ولكن ما اضيف له اليوم ان هذا المشروع اصبح له عراب جديد هو وليد جنبلاط الغارق بالمال السعودي والنظام السعودي المرتبطان بالحركة الصهيونية وهذا لم يعد اليوم مجرد تكهنات او وهم المؤامرة كما يصفه البعض هذا واقع نراه يوميا من خلال التقارب العربي الصهيوني ومن خلال ما يدفع من اموال لتمويل الحركات الارهابية والمستنده الى الفكر الوهابي .
إن الأربعاء الاسود لم يأتي مصادفة ولم يكن حدث عارض بل هو يوم مخطط له منذ مده ليست بالقصيره ، وتزامن مع ضربات الجيش للارهاب في حوض اليرموك وتحرير درعا ووصول طلائع القوات السورية الى حدود الجولان المحتل وكسر خط اتفاق وقف اطلاق النار المتفق علية في عام 1974 ، فالتفجيرات والمذابح بحق المدنيين وتصريحات جنبلاط ودخول الإعلام المعادي للشعب السوري في اللعبة فورا" من خلال نشر الأكاذيب ودس السم في العسل فبحجة التعاطف مررت كلمات الحماية الدولية وكلمات تؤسس للانفصال او الدعوة له وبالتأكيد من اطلق هذه التصريحات والمواقف لم يأتي الى السويداء في ذلك اليوم ولم يلتقي بأحد من الجبل ، نشروا عن لساننا اننا خائفون وبالحقيقة كنا في ذلك اليوم نقاتل الارهاب ونقتص من المعتدين ، وقبل ان ندفن الشهداء كنا قد استرجعنا كل الاراضي وتم ملاحقة داعش لمسافة تسعة كيلوا متر من الحدود الشرقية ، ولمن لا يعلم فقد استطاع استطاعت امراه سبعينية قتل اثنين من المعتدين قبل ان تصاب وبقيت تدافع عن احفادها الاربعة اكبرهم عمره سبع سنوات . وطفل عمره اربعة عشر عام استطاع قتل ثلاثة من الارهابين قبل ان يستشهد على سطح بيتة بعد أن ارسل أمه وشقيقاتة الى مكان آمن ،والقصص كثيره عن ذلك اليوم فعن اي استسلام وتسليم يتحدثون ؟
لقد اعتقد المخططون لهذه الجريمة أنهم سوف يحققون الهدف ويسمعون اصوات ابناء الجبل تطلب الحماية الدولية ولكن خاب ظنهم عندما كانت الاصوات تهتف اثناء تأبين الشهداء للوطن ولجيش الوطن ، فعبر التاريخ لم يطلب أهل الجبل الحماية من أحد بل هم من اعطى الحماية للأخرين وجربت تركيا كسرهم وفشلت وارسل علي باشا من مصر حملة بقيادة ابنة ابراهيم باشا وهزم قبل أن يصل السويداء وجربت فرنسا ان تقلل من شأنهم فكسروها في معارك مازالت تدرس في العلوم العسكرية الفرنسية . وبعد هذا كله يأتي من يقول يمكن هزيمة هؤلاء البسطاء بسهولة .
اليوم في السويداء تجد الحياة طبيعية والناس في اعمالهم وفي الليل تجد الشباب وبكل الاعمار ينصبون الحواجز ويحمون بيوتهم ومملكاتهم ومستعدين لجولات جديده اذا ما فكر داعش او غير داعش ان يعيد تكرار ما فعلة . وما هزيمة النصره سابقا في معركة مطار الثعلة الا دليل صريح على ان اهل الجبل لن يقاتلوا ضد الوطن ، فسورية ليست كلمة في سطر ولا مجرد بطاقة هوية او جواز سفر سورية في ضمير اهل الجبل شيء لا وصف له سورية وطن حدوده ابعد بكثير من مصورات وخرائط السياسين واللاعبين الدوليين ، وحدود سورية ابعد من الجولان المحتل ومن الجليل بالنسبة لاهل الجبل ففي فلسطين المحتله لهم شهداء كما في لبنان وعلى هضاب الجولان .
فالمعركة القادمة هي لإزالة داعش وهناك من يطرح اليوم في الجبل أن الهدف يجب ان يكون قاعدة التنف المستولى عليها من قبل رأس الإرهاب الدولي الولايات المتحده الأمريكية ومكاتب تمثيل المصالح الصهيونية في الخليج .
فالشعب السوري يحارب الإرهاب اليوم بالنيابة عن العالم بأسره ، والسوريون اليوم يقاتلون بإسم كل شريف وحر في هذا العالم ، وكما اعدنا المدن السورية سنبيد الإرهاب ونطهر هذه الأرض من هذا الدنس ، ولن نقبل بديمقراطية الطوائف والتوازنات الطائفية كما يعتقد البعض ولن نزرع بالأجيال القادمة فكرة المناطق بل سنربي كما تربينا على ان طائفتنا هي سورية ولا بديل عنها . أما النابحين من خارج الحدود عليهم ان يتعلموا معنى الإنتماء للوطن من صغارنا قبل كبارنا ، ومن اعماه الدولار سيكون مصيره مزابل التاريخ ، وانصح السفارة السعودية في لبنان ومكتبها المختص بتمويل الإرهاب ان يكف عن دفع الأموال لان كل هذا المال يذهب ادراج الرياح ، وعلى القوى السياسية الاقليمية ان تفهم ان سورية للسوريين فقط ولن يدخل في اعمارها الا من قاتل من اجلها ودافع عنها ولو بكلمة .
بعد هذه السنوات نحن والمقاومة في وحدة حال وكما لم نتخلى عن المقاومة سابقا ولم تتخلى عنا المقاومة في محنتنا سنبقى لقد عطرت دماء المقاومة ارض سورية ولنا الفخر ان اصحاب القيم كانوا معنا .
لنا النصر ولكم الخزي والعار لكل من دعم المشروع الصهيوني اينما كان .
بالروح نفدي الوطن ،، والإرهاب الى الزوال ...
2018-08-03
بقلم: جمال محسن العفلق