هذه السبعه العجاف هي الأسوء على العالم وعلى كل القوانين والمنظمات التي تدعي الإنسانية فلا الحربين العالميتين الاولى والثانية ولا حرب المائة عام تشبة ما تمر به الإنسانية اليوم لقد تجاوز الإرهاب كل القوانين وطعن بكل القيم الدينية والإنسانية ولم يتوقف فعل القتل كجريمة مرفوضة انسانيا وأخلاقيا بل اصبح تصوير هذه الجرائم ونشرها والتباهي بها هو سمة هذا الإرهاب الذي ترعاه الولايات المتحده الأمريكية وبتخطيط ودعم من الصهيونية العالمية وذيولها في انحاء العالم .
واليوم تفوقت ألة القتل على نظيراتها في السابق فالمجازر الجماعية تحت اسم الشرعية الدولية حصدت الألاف ، والمبررون لهذه الجرائم جاهزون دائما" لتقديم التبريرات او الحجج الواهية والنتيجة ازهاق لأرواح الأبرياء ولا يهم العدد .
لا يتسع مقال لتعداد المجازر بحق الإنسانية والمجازر بحق الشعب العربي في الجزائر وليبيا وفلسطين المحتلة ولبنان والعراق وسورية ، مجازر كانت تحصد المئات والعالم يلتزم الصمت وفي أحسن الأحوال يستنكر ويطوى الملف في اليوم التالي ، فمنذ مجزرة دير ياسين التي قامت بها جماعتان صهيونيتان هما الأرجون وشتيرن عام 1948 وبرعاية الإنتداب البريطاني على فلسطين والمجازر مستمرة وصولا لمجزرتي صبرا وشاتيلا التي نفذتهما ايدي عميلة وبرعاية صهيونية الى مجزرة العامرية التي نفذها سلاح الجو الأمريكي في العراق وراح ضحيتها المئات من نساء واطفال اصغرهم بعمر سبة ايام فقط ، واستمرت المجازر الدولية وبرعاية دولية والمدنيون هم أهداف دسمة لقوى العدوان ، ومنذ بداية العدوان على سورية نفذت العصابات الإرهابية المجازر بحق المدنيين باستخدام السيارات المفخخه ودخول القرى والمدن الصغيره والقيام بذبح وتعذيب الأبرياء والعالم ملتزم للصمت ولا يسمع ولا يرى .
ما حدث في مدينة عدرا العمالية وحماة واللاذقية وحمص واخر الجرائم في السويداء شيء لا يمكن تصويرة أو التعبير عنه ، قتل وذبح وتشوية وحرق في الأفراق ومازال هذا العالم يلتزم الصمت ويستقبل ممولي الإرهاب ولا يكتفي بهذا بل يبحث لهم عن مبررات ، واليوم في اليمن ينفذ العدوان السعودي مجازر لم يسبق للتاريخ أن سجل مثلها ، وهذه الجرائم تنفذ بدم بارد ولا يمكن الأدعاء أنها وقعت بالخطأ او بدون قصد فالجميع يعلم أن التقنيات العسكرية المتطورة لا يمكنها ان تقع في الخطأ وقادرة على التمييز بين المدنيين والعسكريين وقادره على تحديد المواقع ويعلم هذا العالم أن غرفة العمليات يقودها ضباط امريكين وبريطانيين والادات والممول سعودي وعربي ، ومن أعطى الأوامر لقصف هذه المواقع يعلم تماما ان المدنيين هم الهدف وان الضحايا مدنيين ومدنيين فقط ولن يكونوا الا من الأطفال والنساءفهل يجوز أن نعيد نفس السؤال أين هو العالم الحر هذا الذي يتبجح يوميا عن الحرية وعن حقوق الإنسان وعن السلم الدولي والعالمي ؟ وما هو تصنيفنا في الإنسانية ؟
إن هذه الجرائم هي جرائم إبادة جماعية تقوم بها قطعان المرتزقة وبمال عربي ودعم صهيواميركي ، وكل من يبرر أو يلتزم الصمت أو الحياد تجاه هذه الجرائم هو شريك فيها ، لم يعد مقبول أن نصدق كل هذه المنظمات الدولية ولا هذا الإعلام الذي يتجاهل تلك الجرائم ولم يعد مقبول أن نقبل بألية العمل الحالي في مجلس الأمن الذي يساهم اعضائة في هذه الجرائم ، أن العالم اليوم تقوده مجموعة من الدمويين القتلة وعلى رأسهم اميركا ورئيسها العنصري دونالد ترامب .
وليست اوربا بأحسن حال من أميركا تجاه هذه الجرائم ففي فرنسا تجد المناضل جورج عبدالله المعتقل بدون وجه حق وتجد الإسلحة الفرنسية بيد الإرهابيين كما بريطانيا التي ساهمت بالعدوان على سورية لتعزيز مواقع الجماعات الإرهابية ، أما العالم الإسلامي الذي صنع ومول الإرهابيين فتركيا المعبر الرسمي والدولي والوحيد للارهابيين الذين قدموا الى سورية ، ومعبر السلاح والمال وهي نموذج من نماذج الإرهاب الذي يقودة أردوغان وحزبة وذراع للارهاب في المنطقة كما السعودية التي تقود حرب ضد اليمن عسكريا وتنفذ المجازر يوميا فالطيران السعودي أو ما يسمى التحالف السعودي ضد اليمن يمارس القتل المنظم ضد شعب اليمن بعملية جوهرها الإبادة الجماعية للشعب اليمني وتمول الارهاب في العالم العربي ماديا" .
إن كل المنظمات الدولية عاجزة عن قول كلمة الحق ، أو اتخاذ قرار ضد الات القتل هذه ومصالح العالم والحكومات بالمال تتجاوز الإنسانية ، ولا يهم عدد القتلى اليوم مادام معامل السلاح تعقد الصفقات بالمليارات وتبيع اسلحتها وتقبض ثمن اسلحة لم تصنع بعد ، فصفقة اليمامة التي نفذتها السعودية مع بريطانيا واميركا تتحدث عن اسلحة هي قيد التصميم فقط والثمن مئات الملايين من الدولارات في وقت الفقراء في العالمين العربي والأسلامي أكثر من النصف . ولان الشيء بالشيء يذكر ومن المفارقات الأخلاقية أن تفوز السعودية بعضوية مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحده ،كما يحاول جاريد كوشنير صهر الرئيس الأمريكي القضاء على ملف اللاجئين الفلسطينين والغاء وكالة الإغاثة الدولية الاونروا لالغاء حق شعب بأكملة من العودة الى أرضة . وكل هذا تحت سمع وبصر العالم بأسره .
ولم يوقف هذه المجازر إلا المقاومة ولن يتوقف هذا المد الإرهابي إلا بالمقاومة ، لأن انتظارنا لقرار دولي منصف للضحايا هو حلم طال انتظارة فكيف سيدين صانع الإرهاب نفسه وكيف ستتخذ المنظمات المسيطر عليها من قبل صناع الإرهاب قرار ينصف الضحايا ؟ فالعدد لم يعد مهم بالنسبة لنا وتوقفنا عن العد لأن قرارنا هو اجتثاث هذا الإرهاب ففي تموز 2006 كان لنا انتصار على الإرهاب وفي تموز 2018 استطعنا تضييق الخناق على الارهاب في سورية ومازالت الحرب مستمرة حتى القضاء علية ، واليوم على هذا العالم ان يتخذ قرار حقيقي في تعريف الارهاب وتحديد من هو الإرهابي .
العالم أصم وأبكم ... وضحايا الإرهاب في ازدياد
2018-08-05
بقلم: جمال العفلق