2025-05-03 02:10 م

تركيا بين الامس واليوم

2018-08-11
بقلم: رابح بوكريش
الزوبعة التي أثارتها أمريكا بسبب قضية القس الأمريكي المعتقل في تركيا لن تخرج القس من السجن، وعلى كل فإنه من المتعين على أمريكا أن تكشف أوراقها عن حقيقة هذه الزوبعة وخاصة بعد إدراج وزيري العدل والداخلية التركيين على قائمة العقوبات، متذرع بعدم الإفراج عن القس الأمريكي، ما دفع أنقرة إلى استخدام حقها في المعاملة بالمثل وتجميد الأصول المالية لوزيري العدل والداخلية الأمريكيين. يظهر أننا على أبواب سياسة جديدة في أمريكا حيث بدت بوادرها من خلال مباحثات بين وفد تركي ومسؤولين أمريكيين، حول سبل حل المشاكل الراهنة بين البلدين . الحقيقة الواضحة تماما هي أنه منذ 1948 اعتادت الديبلوماسية الأمريكية أن تقسم العالم الى معسكرين " معسكر الذين ضدها ، هؤلاء ترى أمريكا من الواجب عليها أن تعزلهم على العالم بل وأن تحاول خلط الأوراق من خلال الفوضى الخلاقة . أما المعسكر الثاني فهو معسكر " الذين معها " مثل الحلف الأطلسي هؤلاء تحميهم بالقواعد العسكرية. لقد شهدنا في السنوات الأخير تغييرات في السياسة التركية اتجاه أمريكا من خلال ربط علاقات جيدة مع الروس دون أن تغضب أمريكا.. لكن هذه الأخيرة غضبت عندما اشترت تركيا أسلحة متطورة من روسيا ، وجاءت قضية القس فأنكشف المستور وجرى ما جرى ، في هذا الصدد كان رد فعل أنقرة سريعا، الواقع أن هذه القضية أزعجت كثيرا البيت الأبيض فأسرع على اصلاح مواقفه من خلال اللقاء الجديد . إن أمريكا في الأخير تستعد لتجديد علاقتها مع ارد غان والتعاون معه دون أن تطلب منه شيئا مقابل هذه السياسة، وهذا معناه انتصار لا أرد غان على ترامب المتهور في سياسته الخارجية . على كل حال تركيا عازمة على تغيير نظرتها للجميع وتعتزم مصادقة جميع الشعوب مصادقة غير مشروطة ولا ضيقة وإنما هي متحررة كريمة . لا شك أن ما تمتاز به اليوم سياسة ارد غان الجديدة هو الوضوح التام ، وتهدف الى جعل تركيا خارج أي تحالف يكون من شأنه وضع تركيا في معسكر معاد لمعسكر آخر . وفي ظل الازدهار الاقتصادي التي تعرفها تركيا فأنها أصبحت قوة إقليمية لا يستهن بها لهذا لم يعد في إمكانها السكوت على ما يجري أمام أعينها وفي العالم .