بعد مسرحية الإنقلاب في تركيا والتي نتج عنها تعزيز موقع (( لص حلب )) اردوغان وحزبة في الشارع التركي واستطاع أردوغان ونتيجة طبيعية لفشل الإنقلاب اقصاء عشرات الألاف من معارضية من الجيش والقضاء وفي أكثر مفاصل الدولة التركية أهمية وتعزيز دور عصابتة العاملة بتجارة السلاح والمخدرات والنفط المسروق من الأبار السورية والعراقية على يد داعش بالإضافة الى الاتجار بالبشر من خلال مراكز تجارة الأعضاء البشرية والتي تديرها مراكز صهيونية في تركية ، وخطف الأطفال وبيعهم كما استفادت عصابته من عمليات نقل اللاجئين الى أوربا مقابل مبالغ ضخمة ، تأتي اليوم الحرب الأقتصادية المعلنة عبر موقع تويتر من قبل الرئيس الأمريكي ترامب ليخرج اردوغان بتصريحات يناشد فيها الشعب التركي لبيع الذهب والعملة الصعبة وايداعها في البنوك التركية وهو بهذا يريد سرقة أموال الشعب التركي بحجة الحرب الإقتصادية على تركيا ، ولكن بمجرد التوقف عند التاريخ التركي بالعام وتاريخ اردوغان وعلاقتة بالصهيونية وحكومة الكيان الصهيوني يجد أن أردوغان ليس أكثر من وزير صهيوني يعمل لصالح مصالح الكيان من خلال التبعية للولايات المتحده والمال العربي الذي وصل الى تركيا خلال الحرب العالمية على سورية ، وما يكون خلف هذه الأزمة اليوم هو اتاحة المجال لتركيا للتقارب من روسيا مرحليا واجهاد جيران تركيا مثل ايران والعراق وروسيا في دعم الإقتصاد التركي واغراء التحالف الروسي الايراني في خوض معركة الإنقاذ للاقتصاد التركي وهما أصلا تحت عقوبات غربية تحدد تحركاتهم الإقتصادية .
فهل هناك أسباب لمعاقبة تركيا اقتصاديا لدى الأمريكي ؟
لا أعتقد ذلك فتركيا في السنوات الثمانية الأخيرة كانت خادم أمين لقوى العدوان الصهيوأميركي على سورية والعراق وفسطينين ، فألالف المرتزقة قدموا عبر مطارات تركيا والحدود التركية كانت مفتوحه على سورية والعراق وتمرر الإرهابيين القادمين من كل اصقاع الأرض . ومراكز إدارة الارهاب العاملة بتركيا مازالت تعمل وبقيادة ضباط الاستخبارات الامريكين والاسرائليين فلماذا تعاقب تركيا اليوم ولماذا يحاربها ترامب الا اذا كان يريد ترويض اردوغان لتنفيذ أعمال قذرة جديده والخلاف ليس على تلك الأعمال بل قد يكون على موعد تنفيذها او ألية تنفيذها فمعركة أدلب المتوقعة سوف تنهي وجود الإرهاب في سورية وهذا بحد ذاته سوف يكون صفعة للعالم بأسره الذي سيكتشف بعد تحرير أدلب أن ما حدث في سورية هو عدوان دولي لخدمة المشروع الصهيوني وليس ثورة تغيير كما تحدث اصحاب الإعلانات على الفضائيات العربية والدولية ، وما بعد أدلب سيكون شيء مختلف فهل ستقدم أميركا قرابين من الحلفاء للعالم لتحملهم مسؤولية الجرائم التي وقعت في سورية وعلى يد المدعومين من اميركا وحلفائها ، هذا ما سنعرفة في قادم الأيام .
أما التصريح الكندي الخجول عن القلق على حقوق الإنسان في السعودية فهو يشبة الى حد كبير استعراض فاشل لا معنى له ، فكم هو غريب هذا القلق الكندي اليوم بأن السعودية لا تحترم حقوق الإنسان ؟ فهل هذا العالم الحر لم يكن يرى كل الإنتهاكات لأبسط حقوق الإنسان في السعودية وهل من المعقول أن هذا العالم لم يكن يعلم ان بيت من الشعر قد يجعل من صاحبة تحت حكم الف جلده وسجن في السعودية ؟
الواضح من هذا الإعلان اليوم هو اشغال الصحافة بمعركة دبلوماسية تدعي السعودية فيما بعد أنها انتصرت بعد فشلها في عدوانها على اليمن رغم المجازر الوحشية التي تمارسها السعودية من خلال قتل الأطفال اليومي وأشلاء اطفال اليمن لم تصل صورها الى العالم الحر ولا الى اصحاب الخطاب الإنساني ،الذين يتحدثون بقلق خجول عن انتهاك حقوق الإنسان في السعودية ، إن تجويع شعب بأكملة هو جريمة بحق الإنسانية ولا تحتاج الى الكثير من الوثائق والبحث فتحالف العدوان يعتبر اغتيال الطفولة في اليمن هو انتصار لانه ينفذ هذه الجرائم بقنابل أمريكية واسرائلية وفرنسية وغرفة عمليات يقودها ضباط انكليز وامريكان ولا نستغرب اذا كان هناك ضباط من العصابات الصهيونية يقودون هذه الحرب على اليمن وشعبة .
فكم هو صادم ما تداولتة الصحافة عن هذا التعليق الكندي البسيط ؟ فأحد الصحفيين العرب كتب في تغريده له ، أقتبس :((مصر تبعث برسالة شديدة اللهجة الى كندا رافضة تدخلها في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية والاردن والسودان تنضم الى دول خليجية عديده رافضة الوقاحة الكندية ، هذه المواقف هي رسالة للغرب ، الأمة لن تسمح من الأن التدخل في شؤونها ولن تقبل من الخارج )) انتهى الإقتباس .
وهنا علينا أن نصرخ وبأعلى صوتنا عن اي أمة تتحدثون ؟ ومن هي الأمة التي لن تسمح بالتدخل في شؤونها ، هل هي نفسها الأمة التي تسوق لصفقة القرن لأنهاء الملف الفسطيني والغاء حق العوده وجعل العصابات الصهوينة أمر واقع وعلينا ان نحج اليها ،وهل هي الامة نفسها التي باعت فلسطين ولم تستطع منع ترامب من نقل سفارة بلاده الى القدس الشريف كما تطلقون عليه ، اليست هي نفس الأمة التي اعلنت موافقتها على تدمير العراق وقتل مليون طفل في العراق اليست هي الامة التي اتخذت قراراها التاريخي بإعطاء غطاء دولي وقانوني لتدمير ليبيا وقتل شعبها وتقسيمها ،هل هي الامة التي يتحدث عنها الصحفي الكبير التي وصفت حرب تموز 2006 بالمغامرة وطالبت الكيان الصهيوني تدمير قوة المقاومة وادارت ظهرها ولم تستنكر ولو بعبارات بسيطة مجزرة قانا اثنان ؟ هل هي نفس الأمة التي تبارك قتل المدنيين في اليمن وتصفق لنجاحات طائرات العدوان بقصف المدارس والاحياء الشعبية
أم هي الأمة التي حملت ملف سورية الى مجلس الأمن وطالبت بقصف الشعب السوري وتدمير سورية وهي الأمة التي جمدت عضوية سورية في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهي نفس الأمة التي حاصرت دمشق وحاولت قتل الحياة فيها ، الأمة التي صدرت الإرهاب ومولتة وبالعلن واختلفوا على (( الصيده )) كما صرح وزير خارجية قطر السابق .
إن هذا القلق الكندي (( المسرحية )) متأخر جدا" وليس إلا فقاعة أعلامية ليتبجح الأعلام فيما بعد أن السعودية انتصرت في معركتها الدبلوماسية على كندا .
فكل العالم يعلم أن السعودية مصنع الإرهاب ولا حاجة لتجميل الصورة ، لقد خطف الوهابيون الإسلام وصنعوا القاعده وداعش والنصرة وكل المنظمات الإرهابية التي تعمل على حماية مصالح الكيان الصهيوني في المنطقة .
إن ما يحدث اليوم هو نتيجة للحرب الدولية على المنطقة العربية وتنفيذ لمشروع الشرق الاوسط الجديد فالنار لم تتوقف بعد ومازال في جعبة الغرب الكثير والسعودية كما غيرها من الدول سوف ينتهي دورها وتأخذ حصتها من المخطط لها . اذا لم تعيد حساباتها وتوقف تمويلها للارهاب وتنسحب من تحالفها مع الشيطان .
تركيا اليوم اقتصاديا ،،، والسعودية بحقوق الإنسان ...
2018-08-20
بقلم: جمال العفلق