بقلم: رابح بوكريش
قال القرضاوي في التغريدة له :" هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه. الله غني عن العباد، وإذا فرض عليهم فرائض فإنما ذلك ليزكوا أنفسهم وليرتقوا في معارج الرقي الروحي والنفسي والأخلاقي إلى ربهم، ولتتحقق لهم المنافع المختلفة في حياتهم " . وقد فسر ذلك في بعض المواقع أنه دعوة لمقاطعة الحج بطريقة غير مباشرة، وقد أثار هذا الموضوع تعليقات واسعة في وسائل الاعلام المحلية و العالمية وتناولته أقلام كثيرة بالرد والمناقشة والحوار المثير للجدل من اهمها رد السلطة السعودية حيث جاء في تغريد للمستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني نشرها على حسابه في موقع "تويتر" وقال "فتوى القرضاوي ليس لله حاجة بالحج ليست غريبة على من يعرف تاريخ هذا المرتزق. للأسف الشديد يبدو أن سيادة المستشار لا يعرف معنى المرتزق ولمن توجه هذه التهمة . من الواضح أن هذا الرد ليس له أي تأثير في نفسية المسلم الحر، ولذلك فإن هذا الأخير يلجأ الى التساؤل عن السبب الحقيقي وراء تغريدة القرضاوي .اليوم يمكننا أن نقول بكل صراحة أنه بعد 4 سنوات من العدوان على الشعب اليمني الشقيق أصبحت السعودية في حاجة الى المزيد من الأموال لتغطية المجهود الحربي في اليمن وغيرها، وأصبحت أيضا تشك في نظامها القائم . من ذا الذي كان يتصور أن السلطة السعودية يمكن أن تتخلى عن الوهابية ؟ ويكفينا أن نتذكر الكفية التي تم فيها اللقاء القبض على شيوخ الوهابية لنفهم ما يجري في السعودية من تغييرات بقيادة ولي العهد الجديد . كذلك لا يجب أن يغيب عن الأذهان هنا : فقد ظلت السعودية طيلة هذه السنوات تحسب أنها أمام حرب دينية وأن عدوها هو الشعب الايراني وما يدور حوله ، ولم تفكر يوما أن هذه الحرب لن تنتهي أبدا. هذا من جهة ومن جهة أخرى أن السياسة السعودية تغيرت وصارت واضحة تماما اليوم ، لقد تبين أن السعودية لها حليف قوي في المنطقة " إسرائيل " وأن عدوها الأخر " الاخوان " . لهذه الأسباب وغيرها فإنه من الطبيعي أن يخرج القرضاوي عن صمته بهذه التغريدة . ولا شك أن النظام السعودي سيلجأ الى القروض لتغطية العجز الحاصل؟! في هذا الصدد يرى الكاتب روجر بويز في مقال بصحيفة التايمز البريطانية" أن هذه الحرب -التي طالت بتكاليفها الهائلة وأبعادها الإقليمية وصعوبة حسمها- تنهك السعودية وتستنزف من هيبتها كدولة، ومن رصيدها على الصعيد الاقتصادي والسياسي ". وفعلا فإن وضعية النظام السعودي أصبحت حرجة للغاية بسبب هذا العدوان والأموال التي ضاعت هناك ، وإذا لم تظهر أي نتيجة إيجابية من المساعي الجارية لوقف هذه الجرائم التي تقع في اليمن فإنه يخشى انهيار الاقتصاد السعودي .
الحج وسعود القحطاني والقرضاوي
2018-08-31