يذهب اطفال محردة الضحايا الى كنيستهم للمرة الاخيرة لن تقف ام لتودع اطفالها لن تقبلهم القبلة الاخيرة ولن تلثم اصابعهم الناعمة الباردة ولن تمسح عيونهم المغمضة ولن تلامس خصلات شعر فرحت يوميا بتجديلها فهي قربهم ... لن تسقط دموع ام في في هذا الوداع لان ثمة سفاح عالمي يرصد الامهات والاطفال ليقتلهم معا ويصعد على المنابر السياسية والدولية والاعلامية ليتحدث بوقاحة الكاذب وعنصرية المتطرف عن المشاعر الانسانية وحقوق الانسان والقانون الدولي وشرعة الامم المتحدة .
في هذه العائلة لم تبق ام لتبكي اطفالها هي واحدة من مئات العائلات السورية التي قتل الارهاب فيها الجدة والام والاطفال فقبلها ذبحت المنظمات الارهابية عائلات كاملة وسكان قرى كاملة في ريف اللاذقية وغيرها على امتداد هذا البلد المنكوب بالارهاب الدولي فيما العالم الغربي المنافق المتحجر الاحاسيس يتفرج ويتابع تقديم الدعم السياسي والعسكري لأعتى المنظمات الارهابية في بلادنا تحت ذرائع واكاذيب شتى ووقف حكام الغرب بقوة في مجلس الامن دوما لمنع القضاء على الارهاب وقدموا الدعم العسكري المباشر وقتلوا مئات الجنود السوريين الذين كانوا يحاربون داعش والقاعدة في دير الزور وغيرها من الجبهات .... من حق "نيكي هيلي" ان تكون فخورة بانجازاتها ومن حق الادارة الامريكية والرئيس الفرنسي والحكومة البريطانية وشمطاء المانيا وغيرهم من السفاحين الديمقراطيين ان يشعروا بالفخر لانجازات ارهابييهم في قتل الاطفال السوريين واسرهم فهم كلهم شركاء في الجريمة منذ ثمانية اعوام وحتى اليوم هم ايضا شركاء مع التحالف العربي في قتل اطفال اليمن باحدث انواع الاسلحة الامريكية والبريطانية والفرنسية ... مازال حكام الغرب يشعرون بالنشوة من رائحة اللحم البشري المحترق في باص تلاميذ المدرسة اليمنية التي استهدفها طيران التحاف العربي الشهر الماضي ربما لهذا الامر وقفوا جميعا يوم امس في مجلس الامن متضامنين لحماية منظمة القاعدة وبقية التنظيمات الارهابية في سورية فهم اعداء للانسانية في كل مكان .... يوم امس كان يوما سعيدا للارهابيين ففي يوم واحد حصلوا على دعم الغرب الديمقراطي"الحر"في اهم منظمة دولية " مجلس الامن الدولي"ونفذوا جريمة مروعة بحق المدنيين الابرياء وخاصة الاطفال في بلدة محردة " ولماذا لايفعلون ذلك وهم الذين حصلوا قبل اسبوع على صك براءة عجيب من الفاتيكان !!!!! هي ليست الجريمة الاولى للتنظيمات الارهابية بحق الاطفال والمدنيين في سهل الغاب حيث تقع محردة لاتوجد قرية الا واستهدفها الارهاب بمئات القذائف الصاروخية لا توجدقرية هناك الا وفيها ايتام وثكلى ولو بحث اي متابع فانه لن يكتشف العدد الكبير للضحايا المدنيين لان الاعلام الغربي والعربي يتجاهل تماما الكارثة الانسانية التي يسببها الارهاب في تلك المنطقة منذ عدة سنوات وحتى اليوم ...يوم امس تابعت المحطات الاخبارية الغربية جميعها .... كلها تجاهلت مجزرة الاطفال في محردة لم يحظى هؤلاء الضحايا الابرياء حتى ولو باشارة صغيرة والاعلام الغربي "الحر" لم يخرج في ذلك عن اطاره التقليدي في دعم القتل وتبرير سياسة قادة الغرب الذين يشرعون القتل بدم بارد ويحمون القتلة خارج حدود بلادهم . الاعلام الغربي يتقمص بوقاحة سلوك وزير الدعاية النازي "غوبلز" فهو باللغة العربية كان ومازال المحرض الاساسي على الارهاب .. وفي اللغات الاوربية يعمل على خداع الشعوب الاوربية وقلب الحقائق وتزويرها لذلك كان من الطبيعي ان لا نشاهد خلال كل تلك السنوات الطويلة من المذابح الارهابية في سورية والعراق وليبيا واليمن مظاهرة واحدة في اي بلد من الدول الديمقراطية ضد قادة الغرب الذين يدعمون الارهاب الدولي حتى ولا مسيرة تعاطف ودعم واحدة مع ضحايا الارهاب في بلادنا ... هم وحكوماتهم يتعاطفون مع القتلة فقط ودوما!!!
نكبة بلدة محردة يوم امس حصلت نتيجة هجوم لمنظمة القاعدة " جبهة النصرة" بصواريخ انشطارية على هذه البلدة وسقط نتيجة القصف تسعة شهداء مباشرة بينهم خمسة اطفال اضافة الى عشرين جريحا مدنيا وقتل الارهاب في هذا الاعتداء عائلة باطفالها وهناك حالات حرجة بين الجرحى.
مجزرة اطفال محردة بتوقيع القاعدة و...هيلي و....
2018-09-19
بقلم: بطرس الشيني