2025-05-03 03:04 ص

أردوغان يتمسك بورقة الجماعات الإرهابية فهل ينجح ؟

2018-10-01
بقلم: جمال العفلق
أصر أردوغان على لقاء الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين " لبحث الوضع في العسكري في إدلب ، والمعلومات المؤكده لدية أن الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا او من السعودية أو غيرهما سوف تنهار ولن تكون قادرة على رد الهجوم أو البقاء في أماكنها ، لأنها بالأصل هي مجموعات مهزومة وخارجة من معارك على أمتداد سورية بالباصات الخضراء والرهان على صمود تلك الجماعات هو أنتحار عسكري وسياسي ، وكان لابد من فسحة أمل للحفاظ على أوراق ضغط سياسي يمكن إستخدامها في أي لقاء قادم . وما انتجته قمة سوتشي هي تلك الفسحة التي تنتهي في الخامس عشر من أكتوبر القادم والتي جعلت تركيا تتحمل مسؤولية تلك الجماعات كاملة فالمنطقة العازلة واقناع الارهابيين بتسليم سلاحهم الثقيل والانسحاب بعمق 15-20 كم هو أمر ليس بالسهل وعلى تركيا التفاوض مع كل الجماعات الإرهابية وخصوصا تلك التي تتبع للسعودية وأميركا واسرائيل ، واذا ما استطاعت فعل ذلك فهي ستوفر على الحكومه اسورية معركة كبيرة وتسهل الحل السياسي الذي سيفرض على تلك الجماعات تسليم سلاحها والدخول بالمصالحات ، ولكن المهمة لن تنتهي هنا فهناك الجماعات الغير سورية وهذه ليس لديها خيار بالمصالحة وهي التي سوف تصنف بالإرهابية وستكون خارج أي أتفاق سياسي ، ما يعني وضع جميع الدول الداعمة لهذه المجموعات أمام خيارين لا ثالث لهما إما ترك تلك الجماعات لمصيرها المحتوم أو نقلها الى أماكن أخرى ومن نفس المطار التي قدمت منه وهو مطار اسطنبول . فقمة سوتشي هي مهلة "لـ أردوغان " للتخلي عن الجماعات الإرهابية التي دعمها ومولها أو نقل لها التمويل الدولي والعربي ، وبنفس الوقت سوف يستخدم نتائج القمة للضغط على الحلفاء الأعداء وخصوصا أميركا فسياسة أردوغان تعتمد على التقلب الدائم ومبدأ لا أصدقاء ولا أعداء فكما تخلى عن حلم الصلاة في الجامع الأموي بدمشق وأعترف بإنتصارات الجيش السوري ومحور المقاومة وهزيمة الجماعات الإرهابية المدعومة من التحالف الغربي ، تخلى عن أميركا والسعودية حلفاء الأمس القريب وأعلن عليهم حرب كلامية . إذا معركة تحرير إدلب قادمة بلا شك ولكن متى سيكون موعدها الجديد ؟ إن المهلة القصيرة نسبيا" التي حصل عليها أردوغان لن تكون كافية لإقناع الجميع بالتخلي عن سلاحهم فعشية الإتفاق كان الرد الصهيوني الأمريكي وبالتعاون مع الفرنسيين بقصف الساحل السوري وإسقاط طائرة روسية تفيد التقاريرأن إسقاطها كان متعمدا" ولم يكن عن طريق الخطأ وهذه العملية الإرهابية التي نفذتها الطائرات الصهيونية وبدعم أمريكي وفرنسي تحمل رسالتين الأولى الى الحكومة والشعب السوري بأن التهديدات الغربية لم تنتهي بعد وأخرى لـ أردوغان أن لا يعمل منفردا" مع الروس فيما يخص مصير الجماعات الإرهابية في إدلب . أما بالنسبة للرسالة الأولى فكانت بلا نتائج تذكر حيث أن الشعب السوري جلس على اسطح المباني يشاهد الصوايخ ولم ينزل أحد الى الملاجئ وهذا كاف ليعلم الغرب أن التهديد والوعيد الذي يمارس على السوريين منذ سنوات لا معنى له والمعركة الفصل ستكون على الأرض أولا" وأخرا" وكما فشلت الأعتداءات السابقة فشل هذا الإعتداء الإرهابي وعادت الحياة الطبيعية في صباح اليوم التالي ولم يعد احد يذكر ما جرى في الأمس .فدول العدوان على سورية تريد معركة إدلب لتنفيذ تهديداتها وحجتها أن الجيش السوري سوف يستخدم الأسلحة الكيماوية وحقيقة الأمر هي إنقاذ المجموعات الإرهابية والمحافظة عليها لتكون ورقة ضغط تستخدم كلما اقتضت الضرورة لذلك أما تركيا ترغب بالحل السلمي لضمان بقاء المجموعات التابعة لها على الأرض ، وخوفا" من تدفق جديد للارهابيين او اللاجئين على اراضيها وهو ما لا طاقة لتركيا علية ولا يجب علينا التعويل على الموقف التركي الأخير ولا على سياسة أردوغان فالبرغم من الترحيب السوري والأيراني بالنتائج المعلنة عن قمة سوتشي إلا أن الحذر موجود لدى محور المقاومة فالتجارب السابقة مع أردوغان تفرض هذا الحذر . وتمسك أردوغان بالجماعات الإرهابية لن يخرجة من المأزق الذي وضع نفسه فيه ، فتركيا اليوم تعاني إقتصاديا" وسياسيا" والحرب على سورية لم تجلب لتركيا أي فائده تذكر أما أردوغان الحالم بلقب السلطان العثماني فلم ينل إلا لقب لص حلب وهذا كاف له وأخيرا" علينا أن نعترف أن الحرب الكونية على سورية كانت شرسة بكل ما للكلمة من معنى عسكريا" واقتصاديا" وأعلاميا" ولكن بالمقابل على الأعداء الإعتراف أنهم خسروا حربهم وعليهم الإعتراف أن محور المقاومة هو من فرض قواعد اللعبة على العالم وهذا ليس تباهي إنما واقع رسمتة معارك تحرير الأراضي السورية من رجس الإرهاب .