2025-05-02 02:34 م

حركة التطبيع المتسارعة مع العدو الصهيوني خليجيا

2018-11-07
بقلم: الدكتور ياسر الشرافي
منذ أيام تشهد دويلات الخليج و بالتحديد عُمان و قطر و الإمارات و ما قبلهما البحرين زيارات إسرائيلية متنوعة ، حيث تلك الزيارات المتبادلة خرجت من طور الخجل و السرية إلى العلن و الوقاحة و المجاهرة بذلك من قِبل المسؤولين الخليجيين ، فهذا الحراك الصهيوني الخليجي ليست محض صدفة بل جاء في سياق صفقة القرن التي تطبق فصولها على الأرض، و هو التطبيع المجاني بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع هذا العدو ، حيث هذا الفصل هو أهم و أخطر الفصول في تصفية القضية الفلسطينية ، لأنه يضرب عرض الحائط لمبدء الحل السلمي للقضية الفلسطينية الذي تبناه العرب و من خلفهم العالم في مؤتمر مدريد و هو السلام مقابل الأرض ، أي التطبيع في شتى المجالات مع العدو الإسرائيلي مقابل إرجاع ما تسمى (بإسرائيل )ما احتلته من أراضي عربية عام 1967 ، مع قيام دولة فلسطين على حدود 1967 و القدس عاصمة لها . مع حل عادل للاجئين بالتعويض أو عودة من يريد منهم ، فتبادل تلك الزيارات وضع في هذا السياق تجاوزاً للحقوق الفلسطينية الزهيدة مقابل السلام أو التطبيع المجاني مع هذا العدو الغاشم ، حيث القدس بالمفهوم الأمريكي و بمباركة عربية ازيحت عن طاولة المفاوضات ، و المحاولات المميتة لإسقاط حق العودة في الهجوم الأمريكي الصهيوني الشرس على و كالة الغوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين و محاولة طمسها و التي هي شاهدة على رحلة اللجوء الفلسطيني في أصقاء الأرض ، مرورا بالضغط الأمريكي في عام 2006 على القيادة الفلسطينية بإجراء إنتخابات فلسطينية عامة و بضغط عربي بمشاركة قوى فلسطينية معارضة لهذا المسار السلمي لتتدجينها لاحقاً في ظلمات الحلول السلمية المقبلة بمحض إرادتها مع إعطاء فتاوي دينية للتغطية على ما تتساوق معهم فيه، من هنا بدء الإنقسام الفلسطيني الفلسطيني قبل سنوات ، و من هنا تم الإنقضاض على الحلم الفلسطيني و إرجاعه إلى مهد القضية أبان النكبة و التي كانت هدف لهذا العدو الصهيوني بأن تكون تلك القضية ذات طابع إنساني بإمتياز قط أي قضية خبز و ماء دون الإبقاء على الهوية الفلسطينية ببناء وطن لهم لا داخل أو خارج فلسطين ، من هنا كانت محاولة التهدئة مع ما تٌسمي نفسها قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، حيث وضعت أيضا تلك التهدئة في السياق العملي لتصفية القضية الفلسطينية و التي تسمى صفقة القرن ذات الأجندات الصهيونية البحتة والتي تطبق بأيدي أمريكية فقط ، حيث التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني يحاولون فرضه واقعاً قبل حصول الفلسطينين على حقوقهم التاريخية ، حيث هذا التجاوز الأخطر بحق القضية الفلسطينية و الذي يصب في إنهاء فعلي للحلم الفلسطيني و محاولة متقدمة في مسح للهوية الفلسطينية، و لكن هذا التطبيع لا يعيب الشعب الفلسطيني ، بل يعيب قيادته الفلسطينية التي لم تضع تصور رادع كامل متكامل لمن يطبع من العرب مع هذا الكيان بوضع لوائح سوداء لهم لتعريتهم و تصفيتهم لاحقاً كما كان بالسابق، حيث أثبتت تلك التجربة فعاليتها بالماضي ، فقضية إغتيال الملك الجد الأردني و الرئيس السادات و بعض مسؤولين روابط القرى شاهد على تلك الفاعلية ، ثانياً هذا التطبيع يعيب الشعوب العربية قبل قياداتهم لانهم لم يخالفو توقعاتنا بدرجة الصمت المريب لإستنكارهم ذلك ، أما بالنسبة للمسؤولين العرب الذين يتساوقون مع الأمريكان و الإسرائيليين من أجل تصفية القضية الفلسطينية ، حتى تُحمى عروشهم من إرادة شعوبهم ، فالعرش و الملك زائل و الشعوب و الأرض باقية ، حيث الصراع الفلسطيني الصهيوني هو صراع إرادات مابين شعب لقيط ليست له أصل و لا فصل و شعب فلسطيني رغم تلك الظروف الصعبة و التفوق العسكري لعدوه شعب ذا بيئة متشابكة مع تاريخه و جغرافية المكان ، و هذا يعزز لمزيد من الصمود و صراط الإنتماء لهذه الأرض ، و الذي يفتقده بالمقابل هذا العدو و إيمانه المطلق بزواله و لو بعد حين .