بقلم: رابح بوكريش
استمتع سكان العاصمة الجزائرية في " قاعة ابن زيدون " بأداء مسرحي ياباني يُعرف باسم كيوجين وهو فن مسرح ياباني تقليدي آخر ، مثل مسرح نوه أو كابوكي أو بونراكو. كيوجين يعكس ما نحن عليه. ودام العرض حوالي أربعين دقيقة وتطرق الى حقبة الدكتاتورية العسكرية (1603-1867) ويبين الموقف الساخر والفريد للشعب تجاه "داميوس" (عضو الأرستقراطية العسكرية الإقطاعية باليابان التي حكمت من القرن التاسع الى غاية القرن الثامن عشر. مسرح كيوجين وهو فواصل مسرحية هزلية مكلمه لاادا مسرح نو ويقدم مسرح كيوجين فقرات ساخرة حول الإنسان كما كان يفعل القصاصون الآسيويون. تم تنظيمها من طرف سفارة اليابان بالجزائر بالتعاون مع ديوان رياض الفتح. و قد أعجب الحضور، من بينهم وزير الثقافة عزالدين ميهوبي و سفير اليابان بالجزائر كازويا اوغاوا، بأداء الفرقة ، وقال أحد المشاهدين وهو في السبعينيات من العمر إنه اندهش كثيرا لما شهده .. حقا أن اليابانيون بارعون قي كل شيء . للعلم فإن سر الطفرة الحضارية التي حققتها اليابان وأبهرت بها العالم إنما يكمن في ارتباطها بإدارة فعّالة و ترابط مجتمعي مستمر .و لا ننسى الترابط الكبير بين الثقافة المؤثرة على السلوك الاقتصادي و أخلاقيات العمل الإيجابية، وبين ايجابية السياسة الاقتصادية. تتميّزُ اليابان بمجموعةٍ من العادات والتقاليد التي تعكس طبيعة مجتمعها، ونوعية الثقافة الخاصة به والمُكتسبة من الحياة الزراعيّة التي تُمثّل التكامل بين المجالات العامة والخاصة، ومهما كانت طبيعة المظاهر والنتائج المترتبة على الثقافة اليابانيّة سلبيّة أو إيجابيّة، إلّا أنها جميعها تعكس طبيعة الحضارة عند اليابانيين في العديد من المظاهر. العلاقات الجزائرية اليابانية حديثة نسبيا حيث يعود تاريخها الى عام 1958، عندما قامت جبهة التحرير الوطني بافتتاح سفارة لها بطوكيو. تمتد علاقات الشراكة والتعاون بين الجزائر واليابان إلى العديد من القطاعات الحيوية منها الأشغال العمومية والنقل البحري والصيد البحري والموارد المائية والثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي. وتعد اليابان الممون الأسيوي الثالث للجزائر وزبونها الرابع بالنسبة للقارة الأسيوية بخصوص صادراتها من الغاز الطبيعي المميع إلى جانب مواد غازية ومعدنية وأخرى .