2024-11-30 02:37 م

الإمارات تنفق بسخاء على حماية إسرائيل

2019-02-01
بقلم: رابح بوكريش
تتجسس الدولة أو تجسس الدول على بعضها البعض أمر واقع ومعروف منذ قديم الزمان ! ولكنه اختلف تماما في عصر المعلوماتية ! الذي طوي صفحة التجسس التقليدية القديمة والمعروفة. وفي السنوات الأخيرة تم اختراع وسائل جديدة للتجسس من أهمها الفيروسين ستكسنيت و فليم " ويقال إنهما يركزان على تنشيط ميكروفونات لتسجيل محادثات وأخذ لقطات مصورة، كما تراقب الاتصالات الإلكترونية للسفارات والبعثات الدبلوماسية . ومن أحدث هذه الوسائل المتطورة " كارما " التي بفضلها تم مراقبة مئات الشخصيات منذ عام 2016 . في هذا الصدد تسعي دولة الإمارات لبناء شبكة تجسس ضخمة في الخليج، وذلك عبر التعاقد مع موظفين سابقين في أجهزة استخبارات أجنبية، وإغرائهم بالمال للقدوم إلى أبو ظبي، وجعل خبراتهم تحت تصرفها . ويقال أن المعنيين بعملية التجسس هم المعارضين المحليين وصحفيين ونشطا حقوق إنسان وخصوم سياسيين واختراق هواتفهم وحواسيبهم . وهذا يوضح مدى الانتهاك للقانون الدولي والمواثيق والمعاهدات التي تكفل حماية السيادة للدول . السؤال الافتراضي هنا هو : ما هي الفوائد التي ستجنيها من الإمارات العربية هذه العملية ؟ الواقع أن النظام السياسي في الإمارات العربية اليوم أصبح أضعف من أن يجعل المواطن الإماراتي أو العربي يحترمه " حربه على الشعب اليمني ، تعاونه مع إسرائيل ،خصومه مع الجيران والتجسس عليهم ..." لا نعرف بالضبط ماذا تريد الإمارات العربية من خلال التجسس على كل متحرك في الشرق الأوسط ولكن يبدو أنها تريد إضعاف الآخرين والتقدم خطوات لقيادة المنطقة ؟ في اعتقادي هذا لن يتحقق أبدا بسبب عدم وجود يد ناعمة إماراتية وضعف بشري وجغرافي . الحقيقة الواضحة تماما هي أن الإمارات توزع أموالها الكثيرة وجيشها المحدود العدد وأذرعها الإعلامية لبناء إمبراطورية تحتاج إمكانات بشرية ومادية لا تتوفر لديها . على كل حال هذه حالة من الجنون لأن هذه الدولة الاتحادية المكونة من إمارات صغيرة يعيش فيها أقل من مليون مواطن، وتريد أن تكون القوة العسكرية الرئيسية في المنطقة . الواقع أنه من الأخطاء المشؤومة التي يرتكبها النظام الإماراتي دو النظريات الخيالية هي أنه يظن أنه يعمل ذلك لصالح الإمارات. العربية لكن الحقيقة غير ذلك تماما لأنني لا أتصور أن تشارك المخابرات الأمريكية بالمعلومات الأستخبارية بالمنطقة إلا بما يتفق مع المصلحة الصهيونية والأمريكية . هذا يعني في التقديرات أن بناء شبكة تجسس ضخمة في الخليج يهدف بالدرجة الأولي الى التجسس على إيران والى حماية إسرائيل .