2024-11-30 05:41 ص

الوجه الآخر لاسرائيل

2019-08-13
بقلم: عادل الجبوري

في تصريح لا يعد مفاجئًا ولا مستغربًا، أعلن وزير الخارجية العدو الاسرائيلي "يسرائيل كاتس" قبل أيام قلائل أن "تل ابيب" ستشارك في القوة البحرية التي تسعى الولايات المتحدة الأميركية الى تشكيلها بهدف تأمين حركة الملاحة في منطقة الخليج، وسط تصاعد التوتر مع إيران".

وفي ذات التصريح، أكد الوزير الاسرائيلي أن "إسرائيل جزء من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية طرق التجارة في الخليج، وأن من مصلحة "إسرائيل" وقف العدوان الإيراني في المنطقة وتعزيز علاقاتها مع دول الخليج، و"إسرائيل" لديها علاقات دبلوماسية وأمنية واقتصادية مع دول الخليج، وهدفي مع دعم كامل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو العمل على التطبيع ليصبح علنيا والتوصل إلى اتفاقيات دبلوماسية مع دول الخليج مماثلة للاتفاقيات مع مصر والأردن".

من زاوية موضوعية، يمكن القول إن ما ذكره وأشار إليه وزير الخارجية الاسرائيلي، إن لم يكن واقعيًا، فهو قريب جدًا الى الواقع. اذ لم يعد بإمكان أي كان أن ينفي وجود علاقات متشعبة بين "تل ابيب" وعدد من العواصم الخليجية، قد تتعدى في أهميتها وتأثيرها علاقات "تل ابيب" مع القاهرة وعمّان، التي تمتد الى أكثر من أربعين عامًا في إطارها الدبلوماسي المعلن.

واذا لم نشأ العودة كثيرًا الى الوراء، تكفينا حقائق ومعطيات الأشهر القلائل الماضية، ليتضح لنا الإيقاع الذي تسير به علاقات الكيان الصهيوني مع دول الخليج، حيث أن العواصم الخليجية مثل أبو ظبي والرياض والمنامة ومسقط والدوحة، فتحت أبوابها لكبار الساسة والمسؤولين الاسرائيليين وبينهم رئيس وزراء العدو بينامين نتنياهو. وكانت "اسرائيل" حاضرة في مؤتمرات وورش سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية، وجال وزراؤها واعلاميوها في مدن الخليج وشوارعها وأسواقها، بل وأكثر من ذلك، وطأت أقدامهم بعضًا من مساجدها وجوامعها، وباتت صورهم وتصريحاتهم تتصدر واجهات الصحف، وشاشات التلفاز، ووكالات الانباء.   

ومن الطبيعي أنه إذا كان الكيان الصهيوني يحظى بدعم غير منقطع من قبل الولايات المتحدة الأميركية وقوى دولية أخرى، ويلاقي الترحيب من قبل أنظمة دول عربية واسلامية، أن يدخل عضوًا في أحلاف عسكرية، ويكون طرفًا في أية ترتيبات أمنية في المنطقة برعاية واشنطن.

ومن الطبيعي أن يبدو قوة اقليمية فاعلة ومؤثرة ويحسب له ألف حساب، وفق تقديرات من دعموه وساندوه وفتحوا أبوابهم له.   

بيد أن هناك صورة أخرى لـ"اسرائيل"، تختلف تمامًا عن الصورة النمطية المعروفة عنها، والتي ساهمت وسائل الاعلام ومراكز الدراسات والأبحاث في تسويقها وترويجها.

الصورة الأخرى، هي تلك التي تتمثل بـ"اسرائيل" الضعيفة القلقة والخائفة والمرتبكة، رغم ترسانة أسلحتها الضخمة، والقوى الدولية والاقليمية التي تقف وراءها، وهذه الصورة ارتسمت وتشكلت، عبر سلسلة هزائم وانكسارات منيت بها، بواسطة المقاومة الاسلامية في لبنان، وحركات المقاومة الاسلامية الفلسطينية، ناهيك عن الرعب والصداع المزمن الذي تسببت به ايران لـ"اسرائيل" على مدى أربعة عقود من الزمن، ذلك الرعب والصداع الذي مازال مستمرًا ومتواصلًا بمنحى تصاعدي واضح.