بقلم: حسين الموسوي
هناك رأي بين المتابعين والمراقبين للقضية الفلسطينية يقول ان كيان الاحتلال الاسرائيلي يحصل بفعل سياساته والدعم الاميركي له على اكثر مما تمنى حين وقع اتفاقية اوسلو.
قليل من التدقيق يظهر ان هذا الرأي يحظى بمصداقية واسعة، فالمناطق التي حددتها اتفاقية اوسلو لك طرف (اي الفلسطينيين والاحتلال) تمنح كيان الاحتلال اقل بكثير مما حصل عليه حتى الان. والفضل يعود اولا واخرا للدعم الاميركي والتغطية المستمرة لجرائم الاحتلال وخاصة جرائم الاستيطان، كما يعود الفضل الى الموقف العربي والاسلامي البعيد جدا عن ادنى ما هو مطلوب منه.
لم يكن مستغربا ان تخرج ادارة اميركية في يوم ما لتقول ان الاستطيان الاسرائيلي شرعي ولا يناقض القوانين الدولية. فالقواين الدولية بالنسبة للاميركي هي مجرد اداة تستخدم لضرب دولة او اسقاط نظام يعارض سياسات واشنطن ويعرقل اجنداتها في العالم. اما بالنسبة لكيان الاحتلال فالقوانين الدولية وجدت لتخترق وانتهاكها يصبح قانونيا طالما الاحتلال الاسرائيلي هو من يرتكبها.
كما ان ادارة الرئيس دونالد ترامب ألمحت مرارا وتكرارا الى امكانية اعلان الاستيطان عملا شرعيا وقانونيا. فمستشار الامن القومي السابق لترامب جون بولتون تبجح اكثر من مرة بذلك. كما ان سفير ترامب لدى كيان الاحتلال ديفد فريدمان اشار اكثر من مرة الى حق كيان الاحتلال بضم مناطق فلسطينية. حتى مبعوث ترامب الىالمنطقة "غرينبلات" اشار الى قبول البيت الابيض بهذا الواقع.
وفي مواجهة هذه الحقيقة التي لم تكن مخفية حول تعاطي الاميركيين مع قضية الاستيطان، لا بد من التاكيد على ان اي رد فعل لا يجب ان يغفل واقع ان اي حوار واي مفاوضات واي تملق للاميركيو من خلفه الاسرائيلي لن يوصل الى نتيجة. فعقود من المفاوضات والزيارات والاجتماعات اعطت كيان الاحتلال اكثر م ثلثي الاراضي الفلسطينية دون ان يخسر لاجل ذلك نقطة دم. وبالتالي فان استعادة هذه الارض لا بد وان يكون عكس هذا السيناريو.
من المه التركيز على تفاصيل الاستيطان وعمليات نهب الاراضي وطرد اهاليها الفلسطينيين منها، لكن الاهم يكمن في التركيز على الاستراتيجية المطلوبة لاستعادة هذا الحق. وهذه الاستراتيجية يجب ان تقوم على خيار المقاومة الذي اثبت في مقابل نظرية التفاوض انه الانجع لاجبار الاحتلال على وقف انتهاكاته وسلبه للارض الفلسطينية.
من الجيد اصدار بيانات استنكار وادانة، لكن الاكثر اهمية هو التحرك على الارض لمواجهة ما يحصل على الارض. فالاحتلال يعمل وفقا لخطة وضعها وينفذها على الارض بينما رد الفعل يقتصر على البيانات. وعليه فان تنفيذ اي رد فعل على الارض وترجمته واقعا وليس قولا يتطلب تفعيل عمليات المقاومة في الضفة الغربية والقدس.
وهنا يجب التذكير بان تفعيل المقاومة في الضفة يحمل من الاهمية ما يمكن ان يجبر الاحتلال على وقف انتهاكاته. فهناك شبه اجماع بان كيان الاحتلال يخاف من اشتعال الضفة تماما مثلما يخاف من اشتعاله في قطاع غزة، لا بل اكثر. وبالتالي دعم المقاومة في الضفة وتسهيل تنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال توجه تحديدا ضد عمليات الاستيطان سيكون لها الاثر الاكبر لوقف هذا الاستيطان والحؤول دون تحويله الى اسلوب يعتمده الاحتلال للسيطرة على كل الارض الفلسطينية بتغطية اميركية.