بقلم: بسام ابو شريف
يجب ألا يساور أحد منا شك بأن المؤامرات والحروب التي تخطط لها واشنطن وتل ابيب ضد أمتنا العربية هدفها الأساسي ، هو السيطرة على حقول النفط والغاز ونهبها ، ولزيادة مخزونها من الاحتياطي تحسبا لأي طارئ مستقبلي ، ولذلك على محور المقاومة أن يرسم استراتيجية خاصة بتحرير حقول النفط ، ومنع نهبها والتصدي لأي محاولة لتسويق منتجاتها النفطية والغازية .
واذا كانت هزيمة داعش الأولية قد أفشلت استخدام هذا التنظيم الاميركي الصنع في السيطرة والنهب النفطي والغازي ، فان هذا الفشل لايعني أن واشنطن وتل ابيب قد وضعتا جانبا أهدافهما ، بل دفعهما فشل داعش للتحول لاستراتيجية اخرى عنوانها : ( السيطرة العسكرية الاميركية المباشرة على حقول النفط والغاز ) ، وذلك بالتعاون مع كل عملاء واشنطن وتل ابيب في المنطقة ، وهذا الأمر مثبت بالوقائع والحقائق وينطبق على حقول النفط والغاز في العراق وسوريا .
وحلفاء تل ابيب وواشنطن في هذه اللصوصية العلنية هم بعض قيادات الأكراد، والاستهداف هو حقول النفط والغاز شمال العراق ومن ضمنها كركوك ( التي خططت واشنطن وتل ابيب مع البرازاني لمعركة السيطرة عليها ) ، وكذلك الحقول السورية في شمال شرق سوريا حيث أرسلت واشنطن قواتها لاحتلال حقول النفط ، ولتمكين شركات ذات صلة بدونالد ترامب تحديث وتصليح الأدوات لاستخراج النفط والغاز ، وتسويقه عبر تركيا لاسرائيل وبيعه في الأسواق .
وكما أعلن ترامب ستستخدم واشنطن جزء من الدخل لتمويل قسد وانسلاخ شمال شرق سوريا عن الوطن ، وتمويل الاحتلال التركي للشريط الحدودي ، وما تسميه تركيا ” تكاليف اللاجئين السوريين ” ، و( ما اللاجئين سوى ضحايا العدوان الاميركي الاسرائيلي التركي على الأرض السورية ) ، وتركيزنا على العراق وسوريا في هذا التوجه لايعني أن معركة السيطرة الاميركية الاسرائيلية على النفط والغاز محصورة بالعراق وسوريا ، بل هنالك الهدف الكبير الذي شن العدوان على اليمن لتحقيقه ، وهو السيطرة على نفط وغازاليمن ( التي تختزن كميات ضخمة منه وهو غير مستخرج تحت حضرموت وسوقطرة وصحراء ميدي ) ، ويقدر الخبراء أن مخزون اليمن أكبر من مخزون السعودية .
وكذلك نفط ليبيا الثمين جدا ، وهو أساسا من النفط الخفيف المرغوب به ، ومخزون ليبيا وبحرها ضخم يتصارع عليه الاميركيون والاوروبيون ، وكانت ثروة مصر قد طمست بقرار اميركي ، وذلك لدفع مصر للاعتماد على ماتستورده من غاز من المنتوج الاسرائيلي ( الغاز الفلسطيني المنهوب ) .
اقامة دولة الخلافة في العراق وسوريا ، كان الاطار الذي رسمته واشنطن للسيطرة الكاملة على الحقول النفطية ، وتثبيت اسرائيل كلاعب أساسي في الشرق الأوسط ( لذلك لم يرد على لسان داعش أي موقف مناهض لاسرائيل ، واحتلالها للأراضي العربية ، وكذلك فعل الاخوان المسلمون ) ، واذا كانت استراتيجية واشنطن عبر داعش وحدت سوريا والعراق ، فان مقاومة مخطط السيطرة على النفط تتطلب توحيد الجهد المقاوم والمتصدي للمخطط في العراق وسوريا ، وتأسيس حركة مقاومة شعبية سورية عراقية لجعل مخطط واشنطن وتل ابيب مخططا معرقلا وغير قابل للتطبيق .
لن يخرج العسكر الاميركيون من منطقتنا الا اذا ثبت أن بقاءهم سيكلف واشنطن ثمنا باهظا وهذا يذكرنا بليلة عيد الميلاد التي أحياها جنود الاحتلال الاميركي في لبنان ، ونسفتهم المقاومة وهم يحتفلون .
لن يفهم ترامب تماما كنتنياهو الا عندما يلمس الثمن الباهظ والمكلف للاحتلال .