بقلم: نجم الدين نجيب
اخيرا رأت الحكومة اللبنانية الجديدة النور، بفضل ما وصف بانها تدخلات انقاذية قامت بها جهات لبنانية وازنة بهدف اغلاق باب الفراغ الذي ظل مشرعا امام دخول الفوضى التي كادت ان تسوق لبنان واللبنانيين نحو المجهول الذي لا تخوم له، لاسيما مع وجود قوى اقليمية ودولية تعمل عبر قنواتها الخاصة داخل لبنان وخارجه بالدفع نحو هذا المجهول.
بعض المشاهد الغريبة على الشارع اللبناني، والتي باتت تتكرر للاسف على هامش الاحتجاجات المطلبية الشعبية التي انطلقت في تشرين الاول اكتوبر الماضي، وكادت تقترب في بعض الاحيان من صاعق تفجير الوضع اللبناني باكمله، دفعت اغلب الاطراف اللبنانية الى استشعار الخطر المحدق بلبنان، فكان لابد من ملء الفراغ قبل فوات الاوان.
الفراغ الذي طالما حذر منه حزب الله وحلفاؤه، بسبب المخاطر التي يعيشها لبنان على خلفية الوضع الداخلي المتأزم اقتصاديا وسياسيا، وعلى خلفية الوضع الاقليمي الاكثر خطورة الذي ارتد سلبا على الوضع الامني داخل لبنان، تكثفت خطورته وتحول الى ناقوس خطر بدأ يدق وبشدة حتى لدى بعض الجهات اللبنانية التي كانت تعتقد ان الفراغ او اللعب على عامل الوقت يمكن ان يصب في صالحها، عبر وضع العراقيل امام التكليف والتاليف، واستغلال الاحتجاجات لتصفية الحسابات والضغط على جهة لصالح جهة اخرى، كما تكشف وبشكل لا لبس فيه في الاضطرابات الاخيرة التي ضربت بيروت.
رئيس مجلس الوزراء الجديد السيد حسان دياب اكد فور تشكيل الحكومة على ان حكومته مكونة من اختصاصيين ذوي كفاءات وفيها تمثيل متوازن للمرأة، وتعبر عن تطلعات المعتصمين، وستعمل لترجمة مطالبهم.
تاكيد دياب على ان حكومته حكومة اختصاصيين غير حزبيين ولا يتأثرون بالسياسة وصراعاتها، وهي حكومة شباب وشابات يطمحون الى مستقبل واعد لوطنهم، لم يدفعه للقفز على الواقع اللبناني عندما اشار الى ان كل وزير في حكومته تكنوقراط وبعيد عن الأحزاب، الا ان التشاور مع الاحزاب أمر طبيعي.
رئيس