2024-11-29 03:35 م

«كورونا» أسقطت ورقة التوت

2020-04-02
بقلم: أحمد رزق
يبدو أن انتشار وباء كورونا فى أوربا وأمريكا كان بمثابة ورقة التوت التى سقطت، وكشفت عورة النظام العالمى القائم بقيادة أمريكا وأوروبا، ومدى انهيارهما وضعفهما أمام ذلك الوباء الذى ما يزال يعصف بهما حتى الأن، ويفتك بحياة الآلاف يوميا فى ظل ضعف الإمكانات الطبية، فيما تسمى بدول العالم الأول، وانكشاف "أكذوبة" الهيمنة الأمريكية، فرجل الصفقات «ترامب» يقف عاجزا بعدما أصبحت معدلات الإصابة في الولايات المتحدة الأولى عالميا في أعداد المصابين، وتجاوز عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا ولا يزال المجتمع الامريكى يعانى من صدمة واستياء من نشر صورة لثلاث ممرضات في مستشفى «ماونت سينا ويست» بمانهاتن لأنفسهن وهن يرتدين أكياس القمامة بدلا من معدات الحماية التي يقلن إنها لم تعد موجودة في المستشفى. وإنهن يُعدن استخدام الأقنعة القديمة أثناء رعاية المرضى المصابين، فضلاً عن أجهزة التنفس الصناعى التى أصبحت مشكلة كبرى، وهو ما كنا لنصدقه إلا فى إحدى دول العالم الثالث. ويعود نقص الأدوية والمعدات الطبية بسبب تعطل سلسلة الإمداد التي تعد الصين أهم حلقة فيها..! بل واستجداء أطقم طبية للهجرة إليها لمحاربة الوباء. واضطر ترامب لتفعيل قانون الدفاع الذى يرجع لخمسينيات القرن الماضى لتوجيه المصانع إلى انتاج المعدات الطبية.

ولا تزال أوروبا أيضا تئن تحت وطأة الفيروس، الذى حصد منها نصف عدد الوفيات على مستوى العالم، وتم حظر التجول فى معظم دوله، وأغلقت الحدود فيما بينها، وتعانى نقصاً في التمويل الغذائي وبالتجهيزات الصحية، وتخبطا بالقرارات ووصل الأمر أن حظرت فرنسا وألمانيا تصدير أقنعة الوجه، بينما تركت دولة كإيطاليا تصارع وحدها وما دفع رئيس وزرائها جوسيبى كونتى للقول: إن الاتحاد الاوربى قد يفقد سبب وجوده، بينما أتت النجدة من الصين، وروسيا، والعجز التام عن محاصرة الفيروس ضرب كافة دول القارة العجوز والموتى بالمئات ويجرى إحراقها بعد امتلاء المقابر والإصابات بالآلاف، ولم تسلم ملكة بريطانيا وولى عهدها ورئيس وزرائها، واضطرت انجيلا ميركل للخضوع لعزل نفسها فى المنزل لمخالطتها طبيبا مصابا بكورونا .

يقابل ذلك نجاح الصين التى بدأ منها وباء الكورونا وواجهته، وسيطرت عليه، والأمريكان وأوروبا طلبا المعونة منها وهو ما فعلته بإرسال أطقم طبية ومستلزمات لإيطاليا وتتبادل المعلومات مع أمريكا، والعالم بانتظار أن تدور عجلة الإنتاج مرة أخرى كى تقيل عثرة الاقتصاد العالمى الذى ينحدر نحو الركود، وفى طريقه إلى الكساد. ولاشك أن كورونا أكبر أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية، كشف عن تداعيات كثيرة ستهز أو تغير النظام الدولي برمته، تكون فيه الصين قائدة هذا العالم وتتراجع الهيمنة الامريكية، لتصبح دولة منكفئة على ذاتها وانهيار العولمة وربما تفكك الاتحاد الاوربى .

وأخيرا كشفت تلك الأزمة أننا نملك كنزا من أبنائنا الأطباء (الجيش الأبيض) يقفون فى الصف الأول لمحاربة الوباء ويدفعون أرواحهم لإنقاذنا أولهم الطبيب أحمد اللواح، وهناك دول كبرى تسعى لاستقطابهم لسد العجز لديهم، وأعتقد ان زيادة بدل العدوى التى أقرها الرئيس بنسبة 75% هى مجرد بداية لإصلاح كبير لأحولهم المالية يبدأ عقب انتهاء الوباء على خير بإذن الله.

Ahmedrezk2001@gmail.com

(الوفد)