2024-11-29 01:50 م

ينتظرون الموت وراء أبواب.. ولا يبحثون عنها بالتصدي للأعداء

2020-04-15
بقلم: بسام أبو شريف
يسود القلق من ارتفاع نسبة المنتحرين …. يسود القلق من تفشي حالات الاكتئاب …..

يسود الصمت أحياء مات أهلها من الجوع وفقدان العناية الصحية ، ومازال الغرب غربا والشرق شرقا …. أسياد وعبيد .

الى متى ؟

الى متى يبقى الغرب صاحب خطاب كالذي ألقاه جونسون بعد خروجه من المستشفى ؟

 خطاب جونسون ، هو خطاب العنصرية التي دفنت كل القيم الانسانية منذ عصر الحروب العائلية والاثنية الاوروبية ، انه خطاب الاستكبار حتى على الطبيعة ، انه يعيش في أحلام القوة التي بهت لونها … خطاب الذي يلعق مايسيل من صحن الأقوى ، ويدعي القوة والبأس وهو مازال طريح مقعده …. وقد يعود له الفايروس .

بريطانيا هي الأفضل ! يقول جونسون … لم يحن الوقت ، ولابلغت درجة الانهيار ذلك الحد الذي يجبر أمثال جونسون على الاعتراف بأن جواهر تاج الملكة ، هي حجارة كريمة سرقت من دماء الملايين من البشر .

متى يعترف البريطانيون بأنهم عاشوا بالرفاه مما نهبوه من شعوب العالم ؟

متى يعترفون بأنهم باعوا مالا يملكون” فلسطين ” ، لروتشيلد مقابل مال احتاجته بريطانيا لتستمر في حروب الاحتلال والسرقة والابادة ؟؟

احتقر جونسون وأحتقر كل بريطاني لايعترف بهذه الحقيقة ولاينتقدها ، لكن الزمن يسير والرياح لم تعد كما تشتهي سفن جونسون وترامب …..شكرا كورونا 19 وكورونا 20 وماسيلي ، كورونا هي كالعهن المنفوش تعاقب وفي كل مرة تتخذ لونا مختلفا .

يحاولون منع انهيارهم بنصب شباك وكمائن للكورونا ، لكن الكورونا تختبئ لتظهر بعد حين عبر هجوم متين …. ويسود الاكتئاب جيل الشباب الذي لم يخبره الآباء والأمهات ولا الأجداد أن ماينعم به ، هو من دماء الشعوب التي قتلوا منها الملايين وامتصوا دماءها ، ووضعوا على رأس ملكتهم تاجا من جواهر مسروقة من الشعوب ، ولم يخبروهم أن الكراهية التي زرعوها سوف ترتد عليهم انتقاما .

كيف تملك بريطانيا وفرنسا وغيرها من دول اوروبا دولا اخرى ؟! استراليا مثلا … دول افريقية كالغابون ومالي وتشاد يملكها الفرنسيون ؟!! … جزر المالوين – الارجنتينية لكن تملكها انجلترا – ” التاج البريطاني ” ؟؟!! …. هذه قواعد استعمارية ستنهار مع انهيار دول الاستعمار .

أما الولايات المتحدة فقد بدأت منذ الآن تظهر أنها ولايات غير متحدة ، وأن روتشيلد وشركاءه الذين فصلوا الحربين العالميتين الأولى والثانية ، وأدخلوا الولايات المتحدة فيهما لن ينجحوا في حربهم العالمية الثالثة بل سينهاروا .

وتتشابه الظروف : –

نحن الآن نواجه مشروع روتشيلد الجديد لابتلاع كل فلسطين ، وشطب اسمها من الخريطة الجغرافية والسياسية وتهجير أهلها ، أو من تبقى منهم بعد المجازر .

يأتي سيناريو موظف روتشيلد ترامب مع قادة المسيحيين الجدد والصهاينة العتق في ظل هجوم الكورونا ، والكورونا وآفاته يدلنا على أن التصدي للمشروع هو كالتصدي للكورونا فبدلا من أن ننتظر الموت وراء أبواب علينا أن نقتحم أبواب العدو المغلقة لننتزع حريتنا ونستعيد حقوقنا ، وليذهبوا هم الى بلادهم لأن الدول تستدعي مواطنيها للعودة للبلاد بسبب الكورونا .

ان سفارات الدول في تل ابيب مقصرة في واجباتها تجاه مواطنيها اذ أن 58% من الاسرائيليين يحملون جوازات بلادهم الأصلية ، وسفارات بلادهم موجودة في تل ابيب وتقصر في استدعائهم لاعادتهم الى البلاد ” أوطانهم ” .

 بدلا من أن ننتظر الموت وراء أبواب مغلقة علينا أن نقتحم أبواب العدو المغلقة الذي ينتحر عدد من جيله الجديد بسبب الانهيار العصبي والاكتئاب …. فماذا تنتظر قيادات الشعب الفلسطيني  هل هي خائفة من الموت ؟؟

فالموت حق ، وعلينا أن نحوله الى استشهاد في سبيل حرية الوطن والمواطن ، هل تنتظر القيادة ماقاله لها ” عراف  كاذب ” ، من أن ترامب سوف يتراجع عن مشروعه .

لماذا لا تستغل ما بحثه بوتين مع ترامب حول الموضوع الفلسطيني  ، بوتين بحث مع ترامب قضيتين فقط : خفض انتاج النفط والصراع الاسرائيلي الفلسطيني !! ، ولم يبحث حتى موضوع العقوبات الاميركية ضد روسيا !! ، وكأن القيادات وجدت في حرب الكورونا حربا تهرب بسببها من حربها الحقيقية …. حرب الحرية واستعادة الحقوق .

هل يظن أحد أن جنود الاحتلال لايرتعدون من الكورونا ، وكذلك المستوطنين المسلحين الذين هاجموا شجر الزيتون أمس ؟! ….. لماذا لايبرز جيل ينفض عن كاهله ثقل الذين أكل الدهر عليهم وشرب ، وبلغوا من العمر عتيا ، لماذا لا ينهضون ويقضون مضاجع المستوطنين الذين سيهربون ، وسيلقون سلاحهم …. التقطوا سلاحهم واضربوهم ليعودوا الى أوطانهم ، فهذا وطننا وعلينا واجب كبير : واجب الدفاع عنه وتحرير ما اغتصب من أرضه ، وان لزم الأمر على الجيل الشاب التخلص من كل من يقف عقبة في وجه المهمة المطلوبة.

لاتموتوا بالكورونا …. الاستشهاد في سبيل الله والوطن خير للجميع ، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
كاتب وسياسي فلسطيني