جائحة كورونا على مرارة تداعياتها وألم سياطها، وما تسببت به من دمار اقتصادي وتقطيع أوصال، وفرضته من حظر تحول على البشرية ودولها، الا أنها كشفت عجز أنظمة وفشل حكام، وتلاعب متعمد بمصائر الشعوب ومقدراتها، وحجم السرقات والأموال المنهوبة وهشاشة الأنظمة الصحية، وافتقار البلدان والمدن الى ابسط الحقوق الصحية، بمعنى أدق وأوضح هذا الفيروس فضح سياسات دول وكذب ونفاق زعماء وبأن الشعوب في واد والقيادات في واد آخر.
الفضائح عمت المعمورة من أغنى الدول الى أفقر الساحات، وتساوت الأنظمة في اللصوصية والنهب والاحتكار والتهميش.. هذا الفضل في تعرية المتربصين على الحكم يعود الى كورونا.. ويبدو أنه لن يغادر البشرية قبل أن يسقط قيادات الفجور والخنوع والسلب بعد أن أسقط أوراق التوت من عوراتها.. مما أحدث هزة لدى الشعوب، لتسلك طريق الخلاص منها، وترسم مسار العدل والحرص على ثرواتها وبقائها وطموحاتها حتى تتمكن من مواجهة التحديات والفيروسات واقتلاع بؤر التدرن والقضاء على ما علق في ساحاتها من طحالب.
جائحة كورونا كشفت أن هناك بلدان وحتى مدن لا تمتلك سيارة اسعاف وخدمات طبية اساسية، في وقت يضرب فيه التسيب والتجاوز والانانية أطنابه، فزادت المعاناة حدة وعمت الالام.
الفيروس اللعين المتجول بحرية في أرجاء العالم فارضا على شعوبه اجراءات كثيرة أمام عجز يخيم على كافة الانظمة الصحية، قد تكون له "حسنة" واحدة، اذا ما أدكت هذه الشعوب التهميش الذي تتعرض له من دوائر الحكم، لتنتفض وتصحوا هادرة في مسيرة الاطاحة بأنظمة وقيادات تجاوزت كل الخطوط الحمراء قمعا ونهبا وسرقة.