ضرب الانفجار الهائل مرفأ عاصمة لبنان وجوهرة الشرق " بيروت " في ظل ظروف سياسية اجتماعية وإقتصادية متشابكة وعميقة على المستويين المحلي والإقليمي، وكانت السلطات اللبنانية مبدئيا قد ألقت بلائمة الانفجار على 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم، تقول إنها خزنت بطريقة غير آمنة في مستودع في الميناء ، إذ تنوعت و اختلفت الآراء حول سبب هذا التفجير ورفعت أصابع الاتهام باتجاه الكيان الصهيوني إسرائيل والذي سارع الى نفي ضلوعه في هذا الانفجار الضخم الذي يشابه تفجير القنبلة النووية بمدينة هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، وجد اللبنانيون أنفسهم أمام سيناريوهات مختلفة وجميعها تتسلح ببعض الأدلة المريبة. وبجميع الأحوال وقعت كارثة المرفأ وتبعتها زيارات عديدة ومختلفة لممثلي بعض الدول الفاعلة في أزماتنا العربية ، تلتها مظاهرات حاشدة عمت شوارع ما تبقى من مدينة بيروت الحزينة، أيا كانت السيناريوهات المطروحة لتحليل ما جرى بالضبط أمنيا وسياسيا، يبقى هناك السيناريو الأول حسب عدد من المحللين وهو إحتمال ضلوع إسرائيل في هذا الإنفجار سواء باستهدافها أهدافا قابلة للتفجير تابعة لحزب الله أو غيره أو أن الانفجار برمته من تدبيرها، وقد يكون اختيار إسرائيل أو طرف آخر لمسرح العمليات، وهي بيروت وبالقرب من بيت رفيق الحريري سعيا إلى إدخال لبنان في دوامة سياسية و أزمة حقيقية، وفي توقيت له حساباته وتقييماته، رغم ذلك تبقى كل السيناريوهات والمشاهد المحتملة أمنيا وسياسيا قائمة في الداخل اللبناني ، والمؤكد أن الإقليم سيتأثربشكل كبير بكل ما سيجري من تبعات هذا الحادث المأساوي، رغم ذلك تبقى التحركات الإسرائيلية و الفرنسية و الأمريكية تجاه لبنان قبل انفجار مرفأ بيروت وبعده تشبه تماما أجواء ما قبل وما بعد اغتيال الحريري عام 2005 ، وما تصريحات أركان الإدارة الأمريكية و كان آخرها تدخلات السفيرة الأمريكية في بيروت ثم زيارة وزير خارجية فرنسا إلى لبنان و الاستفزازات الاسرئيلية وحربها العسكرية و الإعلامية ، بالإضافة الى أهم الاحتجاجات الداخلية الموجهة من قبل أطراف معينة داخل الدولة اللبنانية ما هي إلا دلائل تشير بكل وضوح بان هناك شيئا ما يخطط للبنان وفي ظل ما بدر من تسابق عربي على الوقوف الى جانب لبنان حكومة وشعبا ، حتما سيعود الألق من جديد الى بيروت عاصمة التسامح التنوع والانفتاح .. لبنان سينهض ويجدد انتمائة العروبي وبوصلة نضالة التاريخية ستبقى فلسطين وعاصمتها القدس .
العمري مقلاتي / كاتب صحافي جزائري
إنفجار مرفأ " بيروت " السيناريوهات والتداعيات
2020-08-14
بقلم: العمري مقلاتي