2025-02-22 10:29 ص

التكنولوجيا الأميركية ملطّخة بدماء الفلسطينيين واللبنانيين

2025-02-21

وفقاً لتحقيق أجرته وكالة «أسوشيتد برس»، فإن «قوات» الاحتلال الإسرائيلي استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي المقدمة من شركات أميركية مثل «مايكروسوفت» وOpenAI (مالكة تشات جي بي تي) لدعم آلة القتل الإسرائيلية في غزة ولبنان.

كيف يعمل النظام؟
الذكاء الاصطناعي المستخدم من قبل قوات الاحتلال يعتمد على تحليل كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك المكالمات الهاتفية، الرسائل النصية، والمراسلات الصوتية. تنسخ بعدها هذه البيانات ويجري ترجمتها باستخدام أدوات من شركات مثل OpenAI و«مايكروسوفت». ومن ثم تحلل هذه المعلومات بواسطة أنظمة AI لتحديد الأهداف المحتملة.

على سبيل المثال، يمكن للنظام البحث عن أنماط معينة في النصوص أو تحديد مواقع الأشخاص بناءً على التعليمات التي يتبادلونها عبر الرسائل. ومع ذلك، فإن هذه الأنظمة ليست خالية من الأخطاء. فقد أشار مسؤولون إسرائيليون سابقون إلى أن الترجمات الآلية من العربية إلى العبرية قد تكون غير دقيقة، مما يؤدي إلى استهداف أشخاص أبرياء بسبب سوء الفهم.

زاد استخدام «جيش» الاحتلال لأنظمة الذكاء الاصطناعي المقدمة من «مايكروسوفت» بنحو 200 ضعف مقارنة بما كان عليه قبل عملية «طوفان الأقصى». كما تضاعفت كمية البيانات المخزنة على خوادم «مايكروسوفت» لتصل إلى أكثر من 13.6 بيتابايت – أي حوالي 13600 تيرابايت.

الشركات الأميركية خلف الكواليس
يذكر التقرير عرضاً تقديمياً قدمته كبيرة ضباط تكنولوجيا المعلومات في «جيش» الاحتلال، العقيدة راشيلي ديمبينسكي، العام الماضي، ظهرت خلاله شعارات «مايكروسوفت أزور» و«غوغل كلاود» و«أمازون ويب سيرفيسز» على شاشة كبيرة خلفها، وقالت فيه إن الحرب أدت إلى إجهاد خوادم (Servers) الاحتلال الخاصة، مما أدى إلى زيادة اعتماده على موزعي الخدمات من خارج «الجيش». ووصفت كيف وفّر الذكاء الاصطناعي لإسرائيل «فعالية عملياتية كبيرة جداً» في غزة.

شركات أخرى مثل «غوغل» و«أمازون» توفر خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لـ «جيش» الاحتلال ضمن مشروع يُعرف باسم Nimbus، الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركات مثل «سيسكو» و«ديل» و«ريد هات» (فرع مستقل لشركة IBM) على تقديم تقنيات متقدمة لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية.

حتى شركة OpenAI، التي كانت تمنع استخدام تقنياتها لأغراض عسكرية، عدّلت سياساتها العام الماضي لتشمل «حالات الاستخدام الأمني الوطني». وبالمثل، عدّلت «غوغل» أخيراً سياساتها لإزالة عبارة كانت تحظر استخدام الذكاء الاصطناعي في تصنيع الأسلحة والمراقبة.

في حديث لها مع «أسوشيتد برس»، قالت رئيسة علماء الذكاء الاصطناعي في معهد AI Now، هيدي خلاف، إن «هذه هي المرة الأولى التي نحصل فيها على تأكيد بأن نماذج الذكاء الاصطناعي التجارية تُستخدم مباشرة في الحرب». وأضافت: «الآثار المترتبة على هذا الأمر هائلة بالنسبة لدور التكنولوجيا في تمكين هذا النوع من الحرب غير الأخلاقي وغير القانوني».

مزاعم الاحتلال
تقول السلطات الإسرائيلية إن أنظمة الذكاء الاصطناعي تُستخدم فقط لتحسين دقة تحديد الأهداف وتقليل الخسائر البشرية. وأكدت في بيان رسمي أن محلليها يستخدمون هذه الأنظمة بالتعاون مع الضباط الكبار لضمان الامتثال للقانون الدولي. ومع ذلك، فإن الأرقام الواقعية تشير إلى عكس ذلك تماماً.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه الشركات الأميركية مثل «مايكروسوفت» أنها ملتزمة بـ «احترام حقوق الإنسان»، فإنها لم تقدم أي توضيحات كافية حول كيفية ضمان عدم استخدام تقنياتها في عمليات تؤدي إلى مقتل المدنيين. بل إن بعض هذه الشركات تواصل توسيع عقودها مع جيش الاحتلال من دون مساءلة.

المصدر: الاخبار اللبنانية