2025-05-15 04:21 ص

معركة القصير تتيح لموسكو طرح رؤيتها للمفاوضات اجتماع أميركي ـ روسي ـ أممي: خلافات مستمرة

2013-06-06
محمد بلوط
قطع الاجتماع الروسي ـــ الأميركي ـــ الأممي، في جنيف شوطاً متفاوتاً في التحضير لاجتماع جنيف السوري. المجتمعون منحوا أنفسهم شهراً للذهاب نحو اجتماع ناجز ترعاه الأمم المتحدة في جنيف، وهو ما يرجح انعقاده في الثامن من تموز المقبل. «يبدأ باجتماع ليومين يحضره المشاركون من غير السوريين والوفود الممثلة للحكومة السورية والمعارضة السورية، على أن يترأسه الأمين العام (للأمم المتحدة) وتليه مفاوضات مكثفة بين الطرفين السوريين سأسعى إلى تسهيلها»، كما قال المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي. 
وقال مصدر ديبلوماسي مواكب للمؤتمر إن معركة القصير أرخت بظلالها بقوة على الاجتماع السويسري، وسمحت للروس بالتمسك بكل النقاط التي جاؤوا للدفاع عنها، لاسيما في دفاعهم عن تشكيلة وفد مفاوض يضمّ مختلف أطراف المعارضة السورية من الداخل والخارج والأكراد. 
والموقف الروسي يستند إلى تقدم حلفائهم على الأرض، وتزعزع جبهات المعارضة السورية، التي يخسر حليفها الأميركي المزيد من الأوراق في مقاربة جنيف وملفاتها، كلما ابتعد موعد انعقاد المؤتمر، وامتدت المهلة المتاحة أمام النظام السوري، لتحسين شروط مشاركته في المؤتمر، الذي قد يتحوّل عندها إلى مجرد اجتماع لإعلان تسوية تأخذ بعين الحسبان التطورات على الأرض، وتضع المعارضة السورية وحلفاءها أمام شروط تفاوض قاسية، وتسوية تكون في النهاية على حساب مطالبها. 
ولم يخرج الاجتماع بموعد نهائي رسمي معلن، يشير عندئذ إلى تجاوز الخلافات كافة بين الروس والأميركيين، وأبرزها الحضور الإيراني وتشكيلة الوفد المعارض التي مثلت نقطة نقاش مستفيضة في اجتماع استمر خمس ساعات، وحضره نائبا وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف، ونائب وزير الخارجية الأميركية ومساعدته للشؤون السياسية اليزابيت جونز وويندي تشيرمان، كما حضره مدير الشؤون السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان، والإبراهيمي. 
وقال غاتيلوف إن «المشاورات لم تسفر عن اتفاق على قائمة المشاركين». 
وأخفق جناح الصقور في المعارضة السورية، والوفد الأميركي بوقف التمثيل السوري المعارض على «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وحده من دون غيره من بقية الأطراف السورية، كما أخفقت محاولة استبعاد «هيئة التنسيق» والمعارضة الداخلية وهيثم مناع من حضور جنيف، أو منح «الائتلاف» حق تسلم الدعوات من الأمم المتحدة لتوزيعها على بقية الأطراف، كما كان يدعو إلى ذلك السفير الأميركي روبرت فورد، تحت عنوان الإتيان بوفد معارض موحّد. 
وبدت مسألة تمثيل الأكراد محسومة بالنسبة للطرفين، إذ دعم الروس، من دون اعتراض أميركي، اقتراحاً بأن تقوم الهيئة الكردية العليا، التي تمثل الأحزاب الكردية كافة، بتأليف وفد مستقل عن المعارضة السورية، للمشاركة في المفاوضات. ويُعدّ تشكيل وفد كردي مستقل إلى مفاوضات حول مستقبل سوريا، بغض النظر عن حجمه، حدثاً غير مسبوق لبحث المسألة الكردية في سوريا في محفل دولي للمرة الأولى منذ العام