2025-05-15 04:18 ص

تظاهرات تركيا تحرج واشنطن

2013-06-08
واشنطن/ تحرج التظاهرات التي تشهدها تركيا، الولايات المتحدة التي تصف حليفتها بانها نموذج الديموقراطية الاسلامية للعالم العربي وبانها تعتمد عليها لتسوية النزاعات في سوريا والشرق الاوسط، كما افاد محللون.
والازمة التركية شائكة بالنسبة الى واشنطن لان العدو اللدود للمتظاهرين رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، استقبل منذ فترة قريبة في البيت الابيض من قبل الرئيس باراك اوباما الذي يقيم معه علاقات ودية.
وقال بايرم بالجي الباحث في مركز كارنغي انداومنت «ان الاميركيين محرجون للوضع في تركيا التي كانوا يقدمونها كمثال للعالم الاسلامي الدولة التي وفقت بين الاسلام والديموقراطية والتقدم الاقتصادي».
ومنذ اسبوع تشعر السلطة التنفيذية الاميركية بالاحراج امام موجة الاحتجاجات في تركيا التي لم تتوقعها.
ودان وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالطبع الاستخدام «المفرط» للقوة من قبل الشرطة التركية واكد تمسك بلاده ب»حرية التعبير والتجمع». لكن البيت الابيض سارع الى الترحيب ب»اعتذارات» نائب رئيس الوزراء بولند ارينج لضحايا القمع ودعوات الرئيس عبد الله غول الى التهدئة.
ولزم اوباما الصمت في حين ابدى نائبه جو بايدن حذرا كبيرا واصفا انقرة ب»الحليف الحيوي».
وقال ستيفن كوك من مركز «كاونسل اون فورن ريلايشن» للابحاث ان «تركيا حليفة استراتيجية» للولايات المتحدة وهي عضو في حلف شمال الاطلسي منذ 1952.
واضاف المحلل ان واشنطن وضعت نفسها في «موقف حرج لانها تعتبر تركيا نموذجا (ديموقراطيا) للعالم العربي من دون التفوه بكلمة مثلا عن الصحافيين المسجونين» ما يعد انتهاكا لحقوق الانسان من قبل انقرة.
وقال كوك ان دبلوماسيين اميركيين لاحظوا منذ فترة «منعطفا دكتاتوريا للسلطات التركية». وذكر بالجي ان محللين في واشنطن «اعربوا عن القلق حتى من نزعة +بوتينية+ لرئيس الوزراء اردوغان».
واضاف الباحث «لكن تم غض الطرف لاننا نحتاج الى تركيا في عدة ملفات اقليمية».
اولا في ملف سوريا التي قطعت انقرة علاقاتها مع رئيسها بشار الاسد لدعم المعارضة السورية التي جعلت من الحدود بين البلدين قاعدتها الخلفية بتأييد الاميركيين الذين سمحوا بنشر في هذه المنطقة الحدودية صواريخ باتريوت.
ويخشى بالجي الان من ان يؤدي تعنت اردوغان حيال المتظاهرين الى «تعقيد مهمة الاميركيين» في الازمة السورية. واضاف «عندما نسمع اردوغان يتحدث عن المتظاهرين لدينا الانطباع باننا نستمع الى الاسد يتكلم عن المعارضين» مؤكدا ان «تركيا تفقد مصداقيتها لمعالجة الازمة السورية».
وانقرة اساسية ايضا للدبلوماسية الاميركية في عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية.
وفي نهاية اذار شجع اوباما الاتراك والاسرائيليين على المصالحة بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات. وفي منتصف ايار اكد اردوغان امام الصحافيين في البيت الابيض انه سيتوجه الى غزة والضفة الغربية لتشجيع المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح.
وذكرت الاستاذة تمارا كوفمان ويتس من معهد بروكينغز ان «اردوغان هو المسؤول الذي قال الرئيس اوباما انه يشعر بانه الاقرب اليه». وتساءلت «ما التأثير الذي يمكنه ممارسته على رئيس الوزراء التركي للخروج من الازمة؟».
واجاب هنري باركي من جامعة ليهاي في بنسيلفانيا ان «الولايات المتحدة ليس لديها اي نفوذ على تركيا في مجال حقوق الانسان. لم يكن لديها ابدا نفوذ على تركيا (في هذا المجال) وليس لديها اليوم ومن المستبعد ان يكون لديها في المستقبل».
"أ.ف.ب"