ويقول خبراء في شؤون الشرق المنطقة لـ (المنــار) أنه من السطحية وعدم الدقة الحديث عن تضارب في السياسة السعودية، سواء فيما يحدث في سوريا أو ما يحدث في مصر، فالسعودية ومنذ التحاقها بالخط الغربي برئاسة أمريكا الداعم لما يسمى بـ "رياح الربيع العربي" لم تقدم أي دعم يذكر لجماعة الاخوان التي عقد الامريكيون معها صفقة لتمرير المخطط الامريكي في المنطقة، بل عملت منذ البداية على احتضان قوى اسلامية لتزاحم من خلالها جماعة الاخوان في جميع الساحات العربية التي شهدت حالة التغيير وهبت عليها "رياح الربيع"، فقد استعانت السعودية بقوى سلفية مختلفة سياسية وجهادية ومتطرفة، ونافست من خلالها النشاط الاخواني المدعوم أمريكيا.
ويضيف الخبراء أن السعودية حاولت تسويق المجموعات الدينية التي احتضنتها، كجهة بديلة، يمكن لأمريكا الاعتماد عليها، في تمرير برامجها وخططها. لكن، لسوء حظ حكام السعودية، فان الاخوان كجماعة وتنظيم أكثر قوة وتنظيما وحضورا في المجتمعات العربية، لم يسهل مهمة السعودية في منافسة الدول الاخرى وعلى رأسها مشيخة قطر التي عملت على دعم الاخوان ومدهم بالمال والسلاح في ضوء الرعاية الكبيرة والمهمة التي تمتعت بها الجماعة من جانب الولايات المتحدة.
ويرى هؤلاء الخبراء أن السعودية عمدت منذ اللحظة الاولى الى البحث عن أدوات وأوراق رابحة تهدف من خلالها الى اثبات ولائها للمشروع الامريكي في المنطقة، والمساهمة بما يمكن، ماليا ودبلوماسيا وعسكريا في هذا المشروع أملا في ابعاد الخطر عن الساحة السعودية.
وما يحدث اليوم ونراه من دعم سعودي للقيادة المصرية الجديدة يأتي في اطار البحث عن الأدوار من جانب الرياض خدمة لأمريكا أيضا.