مصادر عليمة كشفت لـ (المنــار) أنه حسب ما هو مقترح فان مسألة الحدود ستزاحم مسألة الأمن ، قضيتين جوهريتين على طاولة المفاوضات ابتداء من بداية الشهر القادم، ويأمل البعض أن يتم احراز ولو تقدم طفيف في مسألة ترسيم الحدود للدولة الفلسطينية المستقبلية من أجل تشجيع الطرفين على الاستمرار في التقدم الى الأمام في هذه المسألة تحديدا ، وصولا الى شكل من أشكال الاتفاق بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بين الحل المؤقت والاتفاق الدائم، في اطار جدول زمني واضح بضمانات دولية.
وتتساءل المصادر : كيف سيكون عليه الموقف الفلسطيني من هذا الطرح في حال طفى على سطح المفاوضات بين الجانبين، في ضوء الرفض الفلسطيني الدائم لدولة ذات حدود مؤقتة، ويأمل وزير الخارجية الامريكي الذي يؤيد اتفاقا انتقاليا "مطورا" أن تساهم خطته الاقتصادية المقترحة في خلق حالة من التفاؤل والاجواء الايجابية، وخطوات تطوير الاقتصاد الفلسطيني، تلطيفا للاجواء في قاعات العمل السياسي، ويؤمن كيري بقدرته على طرح مثل هذا الحل الذي قد يقترب الى حد كبير من شكل الاتفاق الدائم في حال تراجع الجانب الفلسطيني عن موقفه المتشدد، وتجاوب الجانب الاسرائيلي مع المقترح الامريكي ، كما يعلق الوزير الامريكي الكثير من الآمال على دور عربي يساهم في تخفيف حدة التشدد الفلسطيني، خاصة وأن الفلسطينيين لا ينتظرون أية مساندة عربية، في ظل الوضع المتدهور الذي تعيشه مصر وسوريا، وتدعي واشنطن أن رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يخرج حتى الان عن اطار التفاهم الامريكي الاسرائيلي بالنسبة للبناء الاستيطاني.
ونقلت المصادر عن مسؤول أمريكي قوله، أن الفلسطينيين سيضطرون الى السير مع أية خطة تطرحها واشنطن، بسبب عوامل عديدة من بينها، الوضع العربي العاجز وتراجع الدور السوري والمصري والانشغال السعودي في التدخل في الازمة السورية، اضافة الى حالة من عدم الاستقرار تتشكل تحت الارض في الساحة الفلسطينية، والوضع الاقتصادي الصعب في هذه الساحة، وحالة العجز المالي التي تعيشها الخزينة الفلسطينية، والاعتماد شبه الكامل على المخصصات المالية القادمة من الدول المانحة كذلك الوضع المتأزم وغير المريح في الساحة الفلسطينية بسبب الانقسام، ويرى المسؤول الأمريكي أن اسرائيل مقتنعة بأهمية التجاوب مع المقترح الامريكي، غير أن هذا المسؤول، يعتقد بعدم وجود رغبة حقيقية من جانب الرئيس اوباما في استثمار بعض الوقت الرئاسي، وأن يلقي بثقله لتحقيق الانفراج المطلوب وانجاح عملية البحث عن الحل السلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهذا لا يعني عدم امكانية حدوث مفاجآت مترتبة على تطورات في ملفات اخرى في المنطقة.