2025-05-19 04:27 ص

لقاءات قيادات حماس في الدوحة والخرطوم * خارطة طريق لخروج الحركة من أزمتها الخطيرة

2013-09-23
القدس/المنــار/ تعاني حركة حماس من وضع خطير، قد لا يهدد وجودها كطرف رئيس في المشهد السياسي الفلسطيني، الا نه يدفعها الى التراجع و "الانكماش" دون القدرة على التنبؤ بحجم التأثير الذي سيصل اليه هذا الانكماش.
هذا ما أكده لـ (المنــار) دبلوماسي عربي تربطه علاقات قوية مع قيادات المكتب السياسي لحركة حماس رغم وصولها الى مرحلة الدوران في الفلك القطري.
ويقول هذا الدبلوماسي لـ (المنـار) أن لقاءات مكثفة شهدتها مؤسسات حماس وأطرها القيادية في الاسبوعين الاخيرين، وأن هذه اللقاءات عقدت في الدوحة والخرطوم وضمت أعضاء المكتب السياسي للحركة المقيمين في الخارج، وأنه بسبب عدم قدرة قيادات حماس الداخل من الوصول الى أماكن عقد هذه اللقاءات بسبب الظروف في مصر بعثت هذه القيادات المتواجدة في غزة برسائل الى المجتمعين في الدوحة والخرطوم عكست مواقفها وموقف قيادات الحركة في الضفة الغربية، من مستقبل الخطط التي ستتبعها حماس لتحسين صورتها، وتم توزيع هذه الرسائل على المشاركين في الاجتماعات حتى يكون موقف حماس الداخل معروفا وواضحا لدى قيادات الخارج.
وينقل الدبلوماسي العربي عن عضو في المكتب السياسي لحماس في الخارج أن أجواء اللقاءات في الدوحة لم تختلف عن تلك الاجواء التي سادت لقاءات الخرطوم ، حيث التوتر والاعصاب المشدودة وتباين المواقف والانتقادات غير المسبوقة لقرارات رئيس المكتب السياسي خالد مشعل والخط السياسي الذي يمثله.
ويضيف الدبلوماسي العربي أن بعض المشاركين طالبوا بضرورة مراجعة السياسة المتبعة من جانب حماس منذ القرار الذي اتخذ بمغادرة الساحة السورية، والعمل على محاسبة المسؤولين عن القرارات الخاطئة التي اتخذت بعيدا عن الوضع الخاص لحماس كتنظيم مقاوم. والاعصاب المشدودة دفعت أحد قيادات المكتب السياسي غير المحسوب على مشعل في لقاء الدوحة الى اتهام رئيس المكتب السياسي بقيادة الحركة نحو الضياع والمجهول، وأن سياسته تسببت في افقاد وخسارة الحركة الكثير من اسهمها في العالم العربي، متجاهلا توصيات قيادات تاريخية في الحركة بضرورة عدم اظهار المواقف المنحازة لأي طرف من الاطراف العربية، مع ضرورة البقاء على الحياد، كما اتهم هذا القيادي مشعل بأنه تسبب في تلاشي صورة حماس الثورة والمكافحة.
وينقل الدبلوماسي العربي نفسه عن المسؤول الحمساوي أن مشعل الذي كان حاضرا في اللقائين ـ الدوحة والخرطوم ـ يدرك حجم الخسارة الكبيرة جراء المقامرة غير المحسوبة التي أقدم على خوضها مراهنا على مستقبل الحركة، ويضيف المسؤول الحمساوي أن رئيس المكتب السياسي وكما يقول مقربون منه يفكر جديا بالانسحاب من قيادة المكتب السياسي وافساح المجال لاختيار رئيس مؤقت في هذه المرحلة حتى يتسنى في المستقبل اجراء انتخابات جديدة لاختيار رئيس المكتب السياسي، كما أن مشعل يدرك جيدا وجود تيار قوي متصاعد داخل الحركة في الداخل والخارج يدعو الى استبداله، وأن ضعف معسكر مشعل يواجهه ارتفاع في اسهم تيار حمساوي يدعو الى اعادة مد الخيوط واصلاح العلاقات مع بعض الحلفاء وبشكل خاص الحليف الايراني.
ويضيف الدبلوماسي العربي أن هناك قيادات في معسكر مشعل يمنعونه من اتخاذ هذه الخطوة، واصفين هذه المحاولات من التيار الاخر بأنها نابعة من مصالح ضيقة، وأن الذرائع التي يستخدمها هؤلاء لثنيه عن مغادرة صفوف الحركة، بأن البعض سيحاول تفسير انسحاب مشعل في ظل الازمة الخطيرة التي تعاني منها حماس بأنه هروب من السفينة الحمساوية الموجودة في أسوأ محطاتها وفصولها ومراحلها منذ نشأتها.
المسؤول الدبلوماسي العربي يرى أن مشعل لن يستطيع ترك قيادة الحركة في هذه المرحلة ، بل عليه أن يعيد حساباته ويحاول تصليح ما تسبب به من خراب وتآكل في صورة الحركة.
وكشف الدبلوماسي العربي أن حركة حماس خرجت من لقاءات الدوحة والخرطوم الساخنة بخارطة طريق تهدف الى تجاوز الرياح التي تعصف بها منذ سقوط نظام الاخوان في مصر، وحسب الدبلوماسي فان الخطة تتضمن عدة بنود بينها، البدء بارسال رسائل ايجابية كشكل من اشكال التودد الى رام الله وعمان والقاهرة، حيث هناك ضرورة أن تطأطىء الحركة رأسها مؤقتا، فحماس غير قادرة في هذه المرحلة على مواجهة خصومها سواء في الساحة الفلسطينية أو الساحة الاقليمية، وأنها في حال اختارت البقاء فوق سطح الماء فان عليها اتباع سياسة المهادنة.