وقالت المصادر نقلا عن مقربين من قيادات حماس أن الحركة معنية الآن بالتجاوب مع الرغبة التي يبديها الرئيس الفلسطيني بشكل دائم ومستمر بضرورة تحديد موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية، وهي تدرك بأنها غير قادرة على خوض أية معارك انتخابية في المرحلة القادمة بعد السقوط المدوي لمشروع الاخوان المسلمين في المنطقة، وهذا يعني حسب المصادر أت على الحركة الابتعاد عن المعارك الانتخابية على الاقل حتى الخريف القادم، على أن تتم الموافقة من جانب القيادة الفلسطينية على قيام حماس بنشاطات سياسية في الضفة الغربية، ثم تجري الانتحابات بعد عام، ويعتقد البعض داخل حماس ـ حسب المصادر ـ أن الحركة "ستفرح" كثيرا في حال نجحت في تمرير هذا المقترح، فالقيادة الفلسطينية منشغلة في المفاوضات مع اسرائيل التي تتم برعاية أمريكية، ولا تستطيع الانشغال بموضوع المصالحة قبل أن تستوضح وتستطلع حقيقة النوايا الاسرائيلية والرغبة الأمريكية في تحقيق السلام.
ونقلت المصادر عن قيادي في حركة حماس قوله أن لا مفر أمام القيادة الفلسطينية الا أن تتعاطى مع المقترح الحمساوي الخاص بتأجيل الحديث عن الانتخابات حتى خريف عام 2014، وبالنسبة لملف المصالحة ليس لحركة حماس شروط بشأن الساحة التي قد تستضيف لقاءات المصالحة أو الاطراف التي ستلعب دورا في اعادة تحريك هذا الملف، فهي لا تعارض أي دور مصري أو اردني في هذا السياق. كما ان حماس ترى أن معاناتها لا تقل عن معاناة حركة فتح، لكن، بأشكال مختلفة، فالفصيلان الاساسيان في الساحة الفلسطينية حماس وفتح لا يتمنيان الدخول في معارك انتخابية في المرحلة القادمة وذلك لعدم جاهزيتهما.
وتضيف المصادر أن حماس ترى بأنها لا تستطيع تكرار ما حققته من فوز ساحق في الانتخابات التشريعية السابقة اذا ما جرت في مرحلة قريبة، وهي تدرك في نفس الوقت أن وضع حركة فتح ليس بالافضل، وبأن هناك قوى في الساحة الفلسطينية تعمل منذ فترة طويلة وتحضر نفسها لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية على حساب فتح وحماس، وتحظى بدعم اقليمي ودولي، متابعة بمكر شديد ما يجري على الساحة الداخلية، أي أن هناك توافقا في المصالح بين حركتي فتح وحماس على تأجيل موعد الانتخابات وابعاده قدر المستطاع من أجل الانتهاء من ترتيب امورهما الداخلية.
وبالنسبة للادارة المشتركة للمعابر تقول المصادر أن حماس تدرك جيدا أن أية ادارة مشتركة للمعابر لن تؤثر عليها، وعلى قبضتها على القطاع، بل من الممكن أن تستغلها لمصلحتها فادخال البضائع ومواد اللبناء وفتح المعابر بين القطاع والعالم الخارجي سيساهم بالتأكيد في دوران عجلة الاقتصاد في القطاع التي تسيطر عليه حماس، بمعنى أن حماس ستقطف ثمار أي تطور ايجابي في المجال الاقتصادي، لكن، في نفس الوقت تقلل المصادر من أهمية وجدية أي طرح يتعلق بادارة مشتركة لادارة أوضاع القطاع في مختلف الميادين، فحماس لن تتخلى ببساطة وسهولة عن ادارة قطاع غزة، متوقعة أن تصطدم الالية المشتركة بين حماس وفتح لادارة المعابر في حال اقامتها بالكثير من العراقيل والازمات.