وكشفت دوائر مطلعة لـ (المنــار) أن لقاء واشنطن المذكور تناول ايضا الانفتاح الدبلوماسي الايراني على الغرب، والأزمة السورية والوضع في مصر، واتفق المجتمعون على أن النظر الى أزمات الشرق الأوسط يجب أن تكون دائما بنظرة شمولية. والمهم في اللقاء ، ما دار من حديث تناول موضوع مستقبل المسألة الفلسطينية في ظل ما يجري في الاقليم.
الدوائر ذكرت لـ (المنــار) نقلا عن دبلوماسي أمريكي سابق عمل مساعدا للوزيرة الامريكية السابقة هيلاري كلينتون، أن حركة حماس كانت تسعى من خلال "الهرولة" في مساعي ومفاوضات انجاز وقف اطلاق النار والتوصل الى تهدئة بعد الحملة العسكرية على غزة الى تحقيق مكاسب سياسية في الدرجة الأولى، ويقول الدبلوماسي الأمريكي الذي شارك في نقاشات القاهرة انذاك للتوصل الى اتفاق تهدئة بين اسرائيل وحماس، أن الحركة أدركت في حينه بأن زمن العمل المسلح قد انتهى، وأن هناك رغبة حقيقية لدى الجماعة الأم "الاخوان المسلمون" لتغيير مسارها باتجاه مسارات سياسية تحاورية مع العالم الغربي، وضرورة الانفتاح بصورة أكبر على الولايات المتحدة، وهذا ما ميز موقف حماس خلال مساعي وقف اطلاق النار.
الدوائر ذاتها، كشفت أيضا أن أحد المشاركين الاسرائيليين في اجتماع واشنطن تحدث بأن المفاوضات مع قيادة السلطة الفلسطينية لن تبحث اتفاقيات دائمة، لأن هذه السلطة في الوقت الراهن لا تمثل جغرافيا أو سكانيا جميع الفلسطينيين، مما يؤكد على ضرورة البحث عن حلول واتفاقيات مؤقتة الى أن تتغير الصورة فلسطينيا، فحماس قد تكون عائقا أمام أية اتفاقيات دائمة يمكن التوصل اليها خاصة في مرحلة التطبيق، غير أن الدبلوماسي الأمريكي لديه موقف مغاير مبني على النتائج التي خلصت عليها اللقاءات الأمريكية الحمساوية التي تلت التوصل الى اتفاق التهدئة برعاية مصرية وتركية وأمريكية بين اسرائيل وحماس، ويرى أن حماس أبلغت واشنطن في أكثر من مناسبة منذ صعود نجم جماعة الاخوان في سماء العالم العربي، بمواقف سياسية معتدلة وملفتة، وقال الدبلوماسي الامريكي، أن حركة حماس قد منحت الرئيس الفلسطيني سنة كاملة لادارة مفاوضات مع اسرائيل، وأن قيادة حماس ومن بينها موسى أبو مرزوق ذكر في لقاء مع مسؤولين أمريكيين أن الحركة على استعداد لمنح الرئيس عباس السقف الزمني الذي يريده لادارة المفاوضات، وأنه لا مانع من اللجوء الى الوسائل السياسية لاعادة الحقوق، وأن حركته تسعى الى الانفتاح على العالم الغربي، وبان حماس تحترم التزاماتها وقادرة على ضبط الامن ومنع تدهور الاوضاع الامنية، داعيا العالم الى عدم التعامل بجمود مع حماس فيما يتعلق بالشروط المطروحة من جانب الرباعية الدولية، وأن تلك الشروط يمكن اعادة صياغتها بصورة معقولة وليونة مطلوبة تسمح للحركة باعلان واضح عن دعمها واستجابتها لتلك الشروط، مضيفا أن المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية لن تصل حسب اعتقاد الحركة الا الى اتفاقيات انتقالية قائمة على هدنة مؤقتة، أو كما يصفها بالترتيبات الامنية التي تحافظ على أمن اسرائيل، وهذا معنى آخر لما يمكن وصفه بالحل الخلاق لادارة الصراع، وحماس حسب ما ذكر ابو مرزوق لن تمانع مثل تلك الحلول في حال تم التوصل اليها، لكن، على العالم أن يعترف بأن حركة حماس هي بديل أو طرف يمكن أن يتولى زمام الامور، ليس فقط في القطاع ، وانما في الضفة الغربية ايضا، وهي تتمنى ذلك.
الدبلوماسي الأمريكي ، يرى أن حماس تمر في حالة تحول سريع في مواقفها وارائها فيما يتعلق بالتوصل الى اتفاق مع اسرائيل، وسعيها نحو المزيد من الانفتاح على الغرب ويعترف الدبلوماسي الامريكي بأن حماس اليوم في في وضع صعب بعد سقوط حكم الاحوان في مصر، وهي تبحث عن وسائل وأساليب للخروج من أزمتها، وكشفت الدوائر لـ (المنــار)أن المشاركين الامريكيين في اللقاء دعوا الى ضرورة دعم حماس للبقاء على رأس المشهد السياسي، بل ابقائها وتشجيعها على المزيد من الانفتاح على الغرب والمضي قدما في تليين مواقفها، مع الاستمرار في ترويضها.