وتقول المعلومات أن هناك أجواء طيبة داخل قاعات التفاوض وكيمياء جيدة بين الوفدين، لكن لم يتم حتى الان احراز اي تقدم في المفاوضات، ولم يتقدم أي طرف بأفكار يمكن أن توصف بالجذابة والقادرة على فتح الطريق للخروج من حالة "مكانك سير" التي تعاني منها المفاوضات، منذ أن بدأت، فرغم الاجواء الطيبة ما زالت الخلافات مسيطرة.
وكشفت مصادر عليمة لـ (المنـــار) أن الجانب الفلسطيني يتفاوض مع طاقمين مفاوضين اسرائيليين لديهما مواقف متباينة، فمواقف ليفني تختلف عن مواقف مولخو، وفي الوقت الذي تتشابه فيه الى حد بعيد مواقف ليفني مع مواقف الوفد الفلسطيني المفاوض بشأن جدول الاعمال وطريقة التقدم في المفاوضات هناك تباعد في المواقف بين ليفني والوفد الفلسطيني من جهة وبين مولخو من جهة ثانية وهناك من يصف الاراء والمواقف التي يطرحها مولخو وتعكس بالتأكيد مواقف نتنياهو بانه يدفع باتجاه الاتفاقيات الانتقالية ممزوجة بمسارات اقتصادية وأن يتم التوصل الى تفاهمات بشأن المسائل التي يمكن الاتفاق عليها وابقاء الالغام التي يمكن أن تفجر أي مفاوضات الى مراحل قادمة.
ويرى الجانب الامريكي بدوره أن هناك صعوبة في التوصل الى اتفاق دائم وهذا لا يعني أن هذا الجانب قرر الاصطفاف الى جانب نتنياهو، لكنه يبحث عن مسار آخر بين ما يؤمن به الفلسطينيون وما يؤمن ويرغب به نتنياهو يقوم على موافقة فلسطينية للابقاء على الكتل الاستيطانية الضخمة، والاتفاق على شكل ونوعية الاراضي التي سيتم الحصول عليها في اطار عملية تبادل الاراضي، بمعنى آخر التوصل الى اتفاق سطحي دون الغوص في التفاصيل أي التوصل الى اتفاق مبادىء يوفر للطرف الامريكي النصر على المستوى الخارجي، ولا يحرج الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي اللذين لا يستطيعان في المرحلة الراهنة الغوص في تفاصيل ومواجهة تحديات الاتفاقيات الدائمة أي أن موقف الولايات المتحدة لا يشابه موقف نتنياهو، ولكنه، قريب منه الى حد كبير.