2025-05-18 09:57 م

نتنياهو يحرص على اثارة الضبابية حول مواقفه من العملية السلمية

2013-10-23
القدس/المنــار/ حتى الان ما زال رئيس وزراء اسرائيل، بنيامين نتنياهو، مترددا ولا أجندة لديه حول مستقبل المفاوضات مع الفلسطينيين ولم يحسم موقفه وأي مسار سيسلكه، هل هو مسار الاتفاق الدائم أم الحلول الانتقالية والدولة الفلسطينية المؤقتة، أو أن يختار أقل الطرق خسارة وهي خطوات احادية الجانب توفر لاسرائيل بعض احتياجاتها الأمنية، لكن المؤكد أن نتنياهو لم يحسم موقفه وهو يفحص جميع الخيارات ويصنفها على مقاييس داخلية وخارجية لمعرفة تأثيراتها ايجابياتها وسلبياتها.
ويجمع المسؤولون الفلسطينيون والامريكيون على استحالة معرفة حقيقة مواقف نتنياهو حتى الان، فهي ما تزال ضبابية ولم تنجح خطاباته لا في الجمعية العامة ولا في جامعة بار ايلان ولا حتى مع افتتاح الدورة الشتوية للكنيست أن تزيل جزءا من الغموض والضبابية من مواقف هذا الرجل.
فنتنياهو وحسب ما يؤكده من يلتقيه من المسؤولين الاجانب يحرص على اثارة الغموض والضبابية حول مواقفه بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين، ويحاول عدم الاطالة في الحديث فيما يتعلق بهذه القضية ويشعر كل شخص يتحاور معه من المسؤولين الاجانب، بأن اهتماماته تنصب بشكل اساسي على الموضوع الايراني وأن الموضوع الفلسطيني يأتي في مراحل ثانوية من جدول أعمال رئيس وزراء اسرائيل، كما يحرص نتنياهو أيضا على الحديث عن احتياجات اسرائيل الأمنية، محاولا في بعض ما يكشف عنه لزائريه التركيز عن أن الاولوية لمناقشة الترتيبات الأمنية وليس لأي مسألة جوهرية اخرى.
وهناك من يشعر بالتفاؤل ويرى أن نتنياهو على ما يبدو يؤمن بأن مفتاح تمرير أي حلول مع الفلسطينيين لا يمكن أن يتحقق الا عبر مفتاح الترتيبات الأمنية وأن تحقيق انجاز في هذا الملف سيسهل مهمة الانفراج المطلوب في المسائل الاخرى.
لكن، هذه ما تزال تقديرات وتخمينات ولا أحد حتى الآن ولا أقرب المقربين لنتنياهو يعرف الى أين يسير هذا الرجل؟!
والساحة لا تخلو من المتشائمين الذي يشككون بحقيقة نوايا نتنياهو ويعتقدون بل يجزمون أن نتنياهو لم يختار أيا من المسارات التي يرغب في سلوكها، ليس بسبب اختلاط الامور عليه، وانما لأنه لا يرغب في الاختيار ويسعى الى اضاعة الوقت وتجاوز ولاية الرئيس اوباما الثانية.
وهذه الامنية لم تعد تقتصر على اسرائيل فقط فهي أمنية العديد من حلفاء أمريكا وأصدقاء اسرائيل في المنطقة الذي يستغربون السياسة التي يتبعها اوباما ويصفونها بأبشع الصفات.
وتقول دوائر واسعة الاطلاع لـ (المنــار) أن رئيس الوزراء الاسرائيلي يتمنى البقاء في المربع الأول بالنسبة للتفاوض وعدم التقدم في اي اتجاه ، لا اتفاقيات انتقالية ولا دائمة، ولا حتى باتجاه خطوات أحادية الجانب بل استمرار في ادارة المفاوضات لتسهيل مهمة ادارة الصراع.
وتعتقد هذه الدوائر أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن غير مستعد للتجاوب مع الاشتراطات التي يضعها نتنياهو كمسألة الاعتراف بيهودية الدولة، ومن هنا يأتي الاصرار من جانب نتنياهو على هذا الشرط ويضعه في بداية الطريق ويرفض تأجيل هذه المسألة الى المراحل النهائية كما نصحت الادارة الامريكية.
وتضيف الدوائر أن نتنياهو اليوم يمكن تشبيهه بلاعب التوازنات في السيرك لا يرغب في الوقوع في شباك التقدم في عملية السلام، ومن جهة اخرى لا يرغب في الظهور بمظهر المعطل لعملية السلام.
وكل معسكر من المعسكرين الداعم للسلام والرافض له لا يمكن حتى الان أن يتهم نتنياهو بالشيء المضاد له.