2025-05-18 11:11 م

هل تلتقي الرغبة الأمريكية مع المصالح الاستراتيجية الاسرائيلية عبر "انسحابات انتقائية" من الضفة الغربية؟!

2013-11-01
القدس/المنــار/ يدرك رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو حقيقة الرغبة الأمريكية في تحقيق انجاز على الصعيد السياسي ويدرك أيضا أن هناك علاقة بين حل المسألة الفلسطينية وبين سهولة تمرير العديد من الحلول لأزمات في المنطقة حسب الرغبة الأمريكية.
وحسب دوائر مطلعة في الولايات المتحدة فان على اسرائيل أن تتعاون مع واشنطن وأن لا تدخل في سجال معها، وعدم محاولة الصدام مع ادارة الرئيس باراك اوباما، في ظل الوضع الحرج الذي تعاني منه السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة في أعقاب "المطبات" المتكررة التي تعرضت لها هذه السياسة خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ (المنــار) أن رئيس الوزراء الاسرائيلي يحاول العمل على أساس التوصيات والنصائح التي تنقلها دوائر أمريكية صديقة الى اسرائيل وتدعو الى البحث عن "نقطة التقاء" بين الرغبة الامريكية في تحقيق انجاز ما في الوضع الفلسطيني وبين المصالح الاستراتيجية لاسرائيل التي يؤمن بها نتنياهو ويرى أهمية كبيرة في الحفاظ عليها.
وقالت المصادر أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ومستشاريه يرون أن الفترة الراهنة والتوقيت الحالي غير مناسب للتوافق على تفاهمات نهائية ودائمة وملزمة مع الفلسطينيين.
وبالفعل ـ تضيف المصادر ـ بدأ بنيامين نتنياهو في الآونة الاخيرة البحث عن نقطة الالتقاء في منتصف الطريق بين الرغبة الامريكية في انجاز سياسي خارجي وبين المصالح الاستراتيجية الاسرائيلية.
واستنادا الى مصادر خاصة فان رئيس الوزراء الاسرائيلي يتشاور منذ انطلاق مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وبصورة بالغة السرية وبتعتيم شديد من بعض المقربين منه والشخصيات التي يثق بها والأمينة على خزائن اسراره، للبحث معهم عن مقترحات وخطوات "شكلية" يمكن الترويج لها فلسطينيا وأمريكيا بشكل يرضي الجانبين، ويسمح بتمريرها، لذلك، يحرص نتنياهو في الفترة الاخيرة على مراجعة بعض الاقتراحات السابقة التي طرحت خلال جولات التفاوض المتعددة مع الجانب الفلسطيني.
ويعتقد نتنياهو ومن حوله في الدائرة الضيقة أن الجانب الفلسطيني يتمنى هو الآخر أن لا يحشر في زاوية الضغوطات الامريكية،خوفا من أن يضطر الى تقديم تنازلات مؤلمة من أجل ارضاء رئيس البيت الأبيض ووزير خارجيته.
ومن بين الاقتراحات التي تؤكدها المصادر تلك التي بحثت من جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق، اريئيل شارون، خلال الفترة التي سبقت عملية فك الارتباط عن غزة وتفكيك بعض المستوطنات شمال الضفة الغربية، وتصف المصادر بعض هذه الخطوات بأنها ضمن مسلسل "الانسحابات الانتقائية" في الضفة الغربية التي تساهم في تسهيل مهمة اسرائيل في حماية المستوطنين في مناطق الضفة، وفي نفس الوقت حماية عمقها من أية موجات جديدة من العنف قد تندلع في الساحة الفلسطينية وتوجه ضد اسرائيل.
وتضيف المصادر أن المقترحات التي يحاول نتنياهو الخروج منها بصياغة جديدة تحمل بصماته، انسحابات من مناطق شمال الضفة واخلاء مستوطنات منعزلة مقابل تدعيم الكتل الاستيطانية، ونقل من يتم اخلاؤهم من مستوطني المستوطنات المنعزلة الى داخل الكتل الاستيطانية أو الى داخل اسرائيل حسب رغبتهم.
وتؤكد المصادر أن نتنياهو يتمنى أن ينجح في اقناع رئيس الدبلوماسية الأمريكية بما يؤمن به، لكنه، حتى الآن لم تكتمل لدبه الصورة حتى يبدأ مرحلة اقناع الوزير الامريكي.