التقارير التي أعدتها دول في المنطقة واسرائيل افادت بامكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة توجه ضد اسرائيل لتأخذ اشكالا عنيفة، اعتادت عليها اسرائيل في السابق، والاجهزة ذات العلاقة حاولت وضع اكثر من سيناريو حول شكل الانتفاضة المرتقبة، والاساليب التي ستستخدم فيها، وقدرة الفلسطينيين على الاستمرار والتواصل في هذه الانتفاضة.
أحد هذه السيناريوهات في أحد هذه التقارير حاول فحص فيما اذا كانت الاجواء مهيئة بصورة كافية لاندلاع الهبة الشعبية التي قد تتحول الى انتفاضة عنيفة، وهل ستسمح الحالة الاقليمية الحالية باستمرارها، وخرج اصحاب هذا السيناريو بتوصية مفادها أن ليس في مصلحة اسرائيل اندلاع الانتفاضة، وأن الوضع الحالي في الساحات المجاورة لاسرائيل قد ينقلب بصورة سيئة على تل ابيب ويزيد من التهديدات الامنية التي تخشاها اسرائيل، وتعرض مصالحها في الداخل والخارج الى الخطر.
ويشكك السيناريو المذكور الذي تضمنته احد التقارير المقلقة في قدرة الانظمة الجديدة التي تشكلت في العالم الغربي على منع حدوث تفاعل شعبي مع اية احداث قد تشهدها الساحة الفلسطينية. وهذا ما أكده حادث مقتل الدبلوماسيين الامريكيين على ايدي الجموع الغاضبة في بنغازي بليبيا.
ويدعو أحد التقارير الى ضرورة توفير الافق السياسي، لأن استمرار حالة الجمود سيحول مهمة السلطة الفلسطينية الى شبه مستحيلة لمنع اندلاع مثل هذه الانتفاضة، خاصة وأن السلطة غير راغبة في الانزلاق مرة اخرى الى دائرة العنف، انها تؤمن بأن النتيجة لن تكون لمصلحة الفلسطينيين، وهذا يعني أن هناك أهمية لفتح الباب أمام أي مساع قد تبذل لاعادة احياء الأمل من خلال فتح باب المفاوضات.
دوائر في أكثر من بلد اوروبي وعربي نصحت القيادة الاسرائيلية بعدم تجاهل هذه التقارير والتوصيات، وعدم الاعتماد على التقديرات غير الدقيقة التي تشكك بقدرة الفلسطينيين على الدخول مرة اخرى في مواجهة مفتوحة مع اسرائيل.
