هذه التطورات الخطيرة تتمثل في تورط اسرائيلي متزايد ومتصاعد على خط الازمة السورية وبشكل مباشر وأكثر وضوحا، فهي لا تكتفي بدعم الارهابيين بالتدريب والاسلحة والرعاية الطبية بتنسيق مع قطر والسعودية وتركيا، وانما أقدمت كما تتحدث الانباء الاعتداء على مواقع عسكرية سورية، في محاولة خبيثة لخلط الاوراق، وبتنسيق أيضا مع أنقرة والرياض، فالجهات الثلاث تريد التشويش على المساعي الدولية لعقد مؤتمر جنيف 2، وترى في المؤتمر المذكور مصلحة للنظام السوري، وبالتالي، عقد المؤتمر لا يحقق الهدف السعودي والتركي الاسرائيلي المتمثل في تدمير الدولة السورية وتفكيك جيشها.
الاعتداءات الجديدة على مواقع عسكرية سورية، والمعتمدة على تقارير استخبارية تنقلها العصابات الارهابية الى تركيا والسعودية، وهما بدورهما تنقلهما الى اسرائيل.
وتاتي هذه الاعتداءات بعد يومين فقط من لقاء سري أمني عقد بين اسرائيل والسعودية في تل أبيب، حيث تعيش الرياض ذعرا ومخاوف كبيرة بسبب التحركات الدولية لعقد مؤتمر جنيف2، والاتصالات الايرانية الامريكية، وهذا التحول ايضا يقلق اسرائيل، وهذا ما يفسر التقارب الكبير بين السعودية واسرائيل والتنسيق الكامل ضد الشعب السوري، واصرارهما على مواصلة سفك دماء أبنائه، ودعمهما للعصابات الارهابية الاجرامية.
وكشفت دوائر واسعة الاطلاع لـ (المنــار) أن هناك اتفاقا بين السعودية واسرائيل وتركيا للتشويش على السياسة الامريكية الجديدة اتجاه أزمات المنطقة، فهذه الدول مصرة على تدمير الدولة السورية وبكل الوسائل ولا ترغب في حلول سياسية للازمة السورية، وكل منها تقوم بخطوات لضرب المساعي السياسية وتعطيل عقد مؤتمر جنيف2، ومن هنا، وبتنسيق تام مع الدول الثلاث دخلت اسرائيل مباشرة على خط الازمة السورية ودعما لتركيا والسعودية عبر شن اعتداءات على المواقع السورية والعسكرية، وايضا يجر سوريا الى حرب مع تل أبيب، لا تشجع عليها المعطيات والأحداث داخل سوريا حيث يخوض الجيش العربي السوري حربا، ضد العصابات الارهابية الاجرامية الممولة من الدول الثلاث المذكورة.
في السياق نفسه ، وللهدف ذاته، استقدمت السلطات التركية المئات من العناصر الارهابية التكفيرية المتطرفة الى اراضيها، واسكنتهم منازل خاصة على الحدود مع سوريا، وباشراف جهاز الاستخبارات التركية الراعي للعصابات الارهابية وتقول مصادر واسعة الاطلاع لـ (المنــار) أن هؤلاء الارهابيين سيتم ضخهم الى داخل الاراضي السورية لاسناد العصابات الارهابية، في وقت تواصل فيه ضخ ارهابيين متطرفين الى داخل الاراضي التركية لتنفيذ عمليات تفجيرية انتحارية ضد أبناء العراق، تماما كما تقوم به السعودية.
وكشفت المصادر أنه رغم التباين في المواقف بين الرياض وأنقرة بشأن التطورات المصرية، الا أن السعودية وتركيا واستنادا لصفقة بينهما لم تكشف بنودها بعد تنسقان مع اسرائيل لمواصلة سفك الدماء في سوريا والعراق.
والخجل أن اعلام السعودية وتركيا رحب بالاعتداءات الاسرائيلية على المواقع العسكرية السورية، وأثنى عليها، واستمر في ترديده على مدار الساعة، ورأى فيه انتصارا كبيرا لقيادات البلدين ضد أبناء سوريا وجيشها.