وذكرت المصادر لـ (المنــار) نقلا عن دوائر في واشنطن أن الولايات المتحدة ترغب بجدية في التقدم في عملية السلام وتسعى لتوفير الدعم المطلوب للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للتقدم في المفاوضات، الا أن الأجواء حتى الآن لا تسمح بأي تقدم حقيقي في جولات التفاوض، وهي أجواء لا تدعو التفاؤل، فلا تقدم في جولات التفاوض، ولم تبحث أية مسألة جوهرية من قضايا الحل الدائم، أي أن المفاوضات تدور في نفس المربع الأول، ولم يتوافق الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني على شكل آلية التي ستحدد جدول أعمال هذه المفاوضات.
وتؤكد المصادر لـ (المنــار) أن واشنطن طرحت على الطرفين اقتراحات غير ملزمة في محاولة لتقريب وجهات النظر ليس حول الحلول ولكن على شكل آلية التي تحدد جدول الاعمال، ومن أجل التقدم في عملية تشكيل اللجان التفاوضية، غير انه لم يتم تحقيق اي تقدم ولا صحة لما يتردد عن مناقشة قضايا جوهرية حساسة كالقدس واللاجئين وانما هناك حديث وتبادل للافكار عن الحدود وتبادل الاراضي والترتيبات الأمنية، وجميعها تبقى في اطار الأفكار التي تحوم في فضاء غرف التفاوض، ولم تتحول الى امر ملموس على طاولة المفاوضين.
وكشفت المصادر أن عدم احراز تقدم حتى الان في الاتصالات الدائرة جعل التشاؤم او ما يمكن وصفه بالاصطدام الواقع في ساحة الصراع يتسلل الى فريق كيري المشرف على المفاوضات بين الجانبين، وقالت المصادر نفسها أن بعض أفراد هذا الطاقم باتوا يؤكدون في توصياتهم الدورية للمسؤولين وعلى رأسهم الوزير كيري بأن الأجواء قد تكون غير مواتية وغير مناسبة لتحقيق اتفاق دائم بين اسرائيل والفلسطينيين وان هناك أهمية للتفكير بخيارات أخرى للهروب من صدمة الفشل التي قد تؤدي لاندلاع أعمال عنف بأشكال مختلفة، وقد تؤدي أيضا الى انزلاق المنطقة الى اماكن لا يرغب أي من الطرفين.
هذه التوصيات التي يطرحها بعض أفراد طاقم كيري لدعم عملية السلام لا تختلف كثيرا حسب مقربين من الوزير الأمريكي عن النتيجة التي بات يقترب منها كيري شخصيا، وهو الذي انطلق في جهوده باطلاق عملية السلام منذ بدء تسلمه منصبه وحقق نجاحا بعد جهد كبير في اعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات فالوزير كيري يرى أن الواقع الراهن في الجانبين وفي ظل القيادتين الحاليتين قد يمنع تحقيق التقدم المأمول والمنشود للوصول الى اتفاق نهائي لذلك تضيف المصادر أن كيري بدأ يلمح في لقاءاته الى امكانية تفضيل مسارات جانبة ومحطات انتقالية آمنة في الطريق الى المحطة النهائية أي أن لا يسمح لقطار السلام بأن يصطدم في الطريق المسدود التي ستكون له نتائج كارثية في حال حصوله ما دام غير قادر على الوصول الى محطة نهائية آمنة، وبالتالي هو يكتفي بمحطة مؤقتة يمكث فيها قطار السلام تحقق جميع الادوات المطلوبة لادارة آمنة للصراع وتتحول مستقبلا الى نقطة انطلاق نحو الوصول الى المحطة النهائية.
هذه الافكار بدأت بالتبلور وهذه هي النتيجة التي بدأ كيري يقتنع بها قد تترجم قرييا جدا الى مقترحات وأفكار أمريكية خلاقة حول شكل وصورة الأجواء التي تؤمن طريقا سالكا لقطار السلام نحو اتفاقيات نهائية.