وجاء تصعيد التحرك التركي، بعد قبول جماعة الاخوان المسلمين بأن تكون أداة تنفيذ مخطط تغيير خارطة المنطقة، وتسلم الجماعة الحكم في تونس ومصر، واشعال الحرب الارهابية في سوريا، ففي تونس كانت البداية، وصولا في الدرجة الاولى الى مصر وسوريا، وهما جناحا الوطن العربي، في وقت تواصل فيه أنقرة والرياض الحرب الدموية ضد أبناء العراق، بمعنى أن الدول الثلاث سوريا ومصر والعراق وهي الساحات الأهم المستهدفة، حتى يتسنى للدور التركي البروز والسيطرة، ووضع الأمة العربية تحت الجناح العثماني، وعندما سقط حكم الاخوان في مصر جن جنون أردوغان وحزبه، خاصة وأن قطار التغيير الكاذب قد تعطل في دمشق، فالعثمانيون الجدد كانوا بطيئي الحركة بسبب ريادية وأهمية الدور المصري، لذلك، بعد سقوط مبارك وتسلم الاخوان الحكم في القاهرة، انتعش العثمانيون الجدد، وراحوا يقودون الاخوان باتجاه تخريب ساحة مصر، وتفكيك الجيش ومنع نهوض الاقتصاد المصري، لكن، سرعان ما استعاد الشعب المصري ثورته المخطوفة اخوانيا، واستعاد دوره، وهذا التطور شكل ضربة موجعة للتحركات والسياسات التركية، وهذا ما يفسر موقف العداء من جانب حزب اردوغان ضد مصر، وهو عداء يترافق مع قلق انقرة من فشل مؤامرة تدمير الدولة السورية.
وتقول دوائر سياسية ذات اطلاع واسع لـ (المنــار) أن تركيا في سعيها لاحياء العثمانية، لجأت الى خوض معركة التحريض ضد العراق باستخدام الورقة الكردية، والوقيعة بين الاكراد أنفسهم، خشية انتقال النيران المجاورة الى داخل الاراضي التركية، وتضيف الدوائر أن التطورات المتلاحقة في المنطقة، ليست في صالح الحكم التركي ، ولذلك، فان دور أنقرة آخذ بالتراجع نحو الهزيمة، فمصر استعادت دورها وسوريا صامدة، والحكم العراقي يواصل تصديه للارهاب الدموي، والاكراد، هم أول من كشف الدور الذي يضطلع به حزب العدالة والتنمية، في وقت تعزز فيه أنقرة علاقاتها في ميادين مختلفة مع اسرائيل، وترى الدوائر أن سقوط جماعة الاخوان وبرنامجها المدعوم أمريكيا وتركيا في مصر حشر حزب أردوغان في الزاوية، وأن تأثيرات وتداعيات ذلك ستكون سلبية على نظام الحكم في أنقرة الذي اعتقد بأنه من السهل تحويل المنطقة العربية الى منطقة نفوذ تحت حكم وسيطرة العثمانيين الجدد.