2025-05-18 09:42 م

الاتفاق مع ايران يفتح الأبواب واسعة لحل أزمات المنطقة في الميدان السياسي

2013-11-25
كتب المحرر السياسي
الاتفاق الذي وقع بين ايران ودول التأثير في الساحة الدولية، أدخل المنطقة في مرحلة جديدة ، عنوانها، الميدان السياسي هو الاسلم لحل الازمات والصراعات في منطقة حساسة تفرض الاحداث فيها ايجابا أو سلبا على الساحة الدولية.
هذا التوجه الدولي للحلول السياسية، بدأ منذ تراجع دول الغرب عن شن عدوان على سوريا، وها هو الملف الايراني وما اتفق بشأنه مع طهران يؤكد التوجه المذكور، الذي له أسبابه الضاغطة على سياسات الدول التي اعتقدت أنها المقرر في الأزمات الدولية، وتقف الولايات المتحدة على رأس هذه الدول، ومن بين هذه الاسباب، أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتحالفة مع واشنطن تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة، تحول دون دفع تكلفة الحروب، فالسياسات الاقتصادية لدول الغرب وأمريكا تحديدا مأزومة، وسياساتها التي فجرت الحروب في افغانستان والعراق أيضا مأزومة، وبالتالي، لا يعقل أن تستمر الدول المذكورة في رفع راية الحروب، خاصة مع ايران ذات الوزن العسكري الكبير، فشن حرب على طهران، سوف يشعل المنطقة بالكامل، ويفتح الابواب على المجهول، وهذا هو السيي المهم الثاني، كذلك، لم تعد الدول الغربية مرتاحة في تنفيذ سياسات اسرائيل وخوض معارك تنفيذ برامجها خشية على مصالحها الكثيرة والضخمة في الاقليم، وأيضا شهدت المرحلة الراهنة مع تفجر أزمات المنطقة واشتعالها والخوف من امتداد حرائقها، بروزا لدول تتمتع بوضع اقتصادي جيد، وارتياح في الميزان العسكري كالدولة الروسية التي اصبحت لاعبا اساسيا، فأزاحت بذلك صفة الانفراد في اتخاذ القرارات الدولية عن الولايات المتحدة.
من جهة ثانية، فان هذا الاتفاق "التاريخي" أبعد شبح الحروب المدمرة عن المنطقة، لسنوات طويلة وما تحمله من كوارث وويلات وانفاق مالي ضخم، وشكل الاتفاق فاتحة عهد جديد، يمكن الاحتذاء به لحل الازمات العالقة المهددة للسلم العالمي. وبالتالي، يفتح الابواب لحل شامل لصراعات دموية تزداد تفجرا واشتعالا وخطورة كالازمة السورية، بعيدا عن الحروب المدمرة.
والاتفاق بين ايران والغرب يفرض على الدول ذات التأثير أن تقبل بطهران لاعبا اساسيا، يجب أن تتعاطى معه لما له من وزن وتأثير وحيوية، ومن هنا سيكون لايران دور كبير في حل الازمة السورية، وهذا ما سنراه في المرحلة القادمة، وسنرى أيضا، أن المنطقة سوف تشهد تطورات ايجابية، تنزع "فتائل" التفجير المنتشرة في هذه الساحة أو تلك.
وهناك ارتياح كبير في الساحة الدولية لما آلت اليه المحادثات بين ايران ودول التأثير، باستثناء اسرائيل والسعودية ودول اخرى غير معنية بالظهور العلني في خندق الرافضين للاتفاق، فالسعودية التي نظرت الى ايران كعدو حرضت بكل الوسائل والاغراءات لضرب طهران وسعت الى جر امريكا وحلفائها لشن حرب على سوريا، وتنسق في هذه المواقف مع اسرائيل، فلكل من الرياض وتل أبيب مصالح مشتركة يمكن البناء عليها لتحقيق أطماع وأجندات شخصية، وفي ذات الوقت هناك اسرائيل التي حاربت وصارعت كثيرا للتحضير لعدوان على ايران، وهي لن تكون قادرة لوحدها على شن حرب على ايران، وهي لم تعتد شن الحروب دون أغطية ومشاركة امريكية واوروبية، وبالتالي، تهديداتها ضد ايران فارغة، تؤكد عمق القلق الاسرائيلي، وتل أبيب ترى في الاتفاق الدولي حول البرنامح النووي الايراني خطأ كبيرا، ويشكل خطورة على اسرائيل.
أما الجانب السعودي الرافض والمندد للاتفاق، والمنسق خطواته مع اسرائيل، سيجد نفسه وحيدا عاريا يعيش مرارة الفشل، وهو الذي سعى لحشد دولي ضد ايران، ومنح اسرائيل حق استخدام اجوائه واراضيه ضد طهران، وحاول استعداء المنطقة والعالم ليس ضد اسرائيل وانما ضد ايران الذي يرى فيها العدو الوحيد.
وبالنسبة لايران ، فان الاتفاق الدولي يرى في طهران قوة اقيليمة، ويعترف بحقها في تخصيب اليورانيوم، ويفيد في ذات الوقت ان استخدام الحل العسكري ضد ايران غير ممكن، رغم العقوبات المفروضة على الدولة الايرانية منذ عشر سنوات.