2025-05-24 11:01 م

القيادة الفلسطينية بين "التجذيف" في البحر العاصف و "البيات الشتوي" حتى الربيع القادم

2012-10-06
القدس/خاص بـ "المنــار"/تواجه القيادة الفلسطينية ضغوطا عديدة وازمات خطيرة قد تترتب عليها نتائج وتطورات سلبية كبيرة وحادة، فهناك ازمة اقتصادية جراء عزوف بعض الدول العربية عن تحويل الاموال التي وعدت بها السلطة بالإضافة الى غياب الافق السياسي والجمود الذي تعاني منه عملية السلام مع اسرائيل. وفي ظل هذه الاوضاع اختارت السلطة الذهاب الى الامم المتحدة لتحقيق انجاز لشعبها، فانهالت عليها الضغوط ولم تتوقف حتى الان، الا أن الرئيس الفلسطيني يدرك بأن الحراك افضل بكثير من السكون في مثل الحالة الفلسطينية وفي ظل ما يعيشه العالم العربي من حالة فوضى وعدم استقرار جعلت القضية الفلسطينية غائبة عن اجندة القيادات السياسية في معظم البلدان العربية التي عصفت بها رياح ما يسمى بـ " الربيع العربي" ـ الذي ترعاه امريكا ـ وانشغلت عنها القيادات الاخرى التي تسعى الى صد مخاطر هذا الربيع العاصف الذي يهدد سلامة وتماسك اراضيها. 
وتتعامل القيادة الفلسطينية مع الكثير من الضغوطات، خليجية وامريكية واسرائيلية، التي تحاول صد القيادة الفلسطينية عن مواصلة مساعيها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتتعدد اشكال الضغوطات حتى انها وصلت الى درجة المساس بالاموال التي التزمت بها دول عربية في لقاءات القمم العربية بتحويلها الى الفلسطينيين. 
ويبدو ان القيادة الفلسطينية ليس لديها ما يمكن ان تتفاءل به على المدى القريب، على الاقل حتى الربيع القادم، فالتطورات السياسية الداخلية في اسرائيل تشير الى ان انتخابات مبكرة ستعيشها تلك الساحة وبالطبع سيتأثر الفلسطينيون بالموسم الانتخابي حتى انتهائه، واذا كانت التقديرات تتحدث عن أن الانتخابات ستجري في شهر شباط القادم ، وبالتحديد في الاسبوع الاول منه، فان الاشهر القليلة القادمة حتى الانتهاء من الموسم الانتخابي لن تأتي بأي جديد من جانب اسرائيل، أي طروحات جدية يمكن البناء عليها للتوصل الى اتفاق سلام حقيقي يمكن للفلسطينيين القبول به، لكن في نفس الوقت ستمتلئ الاجواء ببالونات وشعارات انتخابية تطلقها الاحزاب والحركات السياسية في اسرائيل، وتوجه بشكل خاص نحو الاجواء الفلسطينية. الى جانب وجود فرصة كبيرة بمغامرات عسكرية محدودة في ساحات مجاورة .. وبالعودة الى الموضوع الفلسطيني، المهم هنا أن تتعامل القيادة الفلسطينية بشكل ذكي مع مثل تلك الطروحات والافكار التي لن تحقق أي عائد حقيقي بل تأتي في اطار التكتيكات الانتخابية. ومن المتوقع ان تكون هناك اجتهادات لدى البعض في الساحة الفلسطينية الذي سيحاول "الميل" لإحدى المبادرات او الافكار المطروحة متجاهلين حقيقة الموسم الانتخابي الذي طرحت في ظله وفي اجوائه تلك المبادرات ، حتى لو جاءت تلك المبادرات من اطراف تمتلك حظا كبيرا لتحقيق الفوز في السباق الانتخابي الا أن على الفلسطينيين أن يتعاملوا مرة اخرى بذكاء في هذا السياق لأن ما يطرح في الموسم الانتخابي، يسقط وتنتهي صلاحيته بعد انتهاء هذا الموسم.
ومن المعركة الانتخابية التي ستشهدها اسرائيل الى السباق الانتخابي الذي تعيشه الولايات المتحدة والانشغال عن قضايا المنطقة الاكثر سخونة وليس فقط القضية الفلسطينية، وايضا الساحة الاردنية التي تعيش مرحلة غير مستقرة في ظل اعلان عن انتخابات مبكرة بعد حل البرلمان ، وفي ظل هذه الاجواء من الافضل للقيادة الفلسطينية أن تواصل "التجذيف" في البحر العاصف والحذر من ان تعصف الرياح بها ايضا ، وانتظار انحسار هذه العواصف متعددة الاسباب والاشكال التي تعصف بالمنطقة والتي يتوقع ان تبدأ انحسارها تدريجيا بداية الربيع، أي أن من الافضل للسلطة الفلسطينية أن تقضي هذه الفترة بالالتفات الى اوضاعها الداخلية ومحاولة المناورة من اجل ضمان استمرار تدفق الاموال الى خزينتها، ويمكن ان نصف هذه الفترة حتى الربيع بـ "البيات الشتوي" الفلسطيني على امل أن يكون الربيع القادم، ربيعا يفتح الابواب امام تسوية معقولة للصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني تسمح باقامة دولة فلسطينية ، تسوية برعاية امريكية تكون فيها ادارة البيت الابيض قد اتخذت قرارها بضرورة اغلاق هذا الملف...