السياسات العربية التي نرى ترجمتها على أرض الواقع، وما تشهده المنطقة العربية من تطورات وأحداث وصراعات، تؤكد أن القضية الفلسطينية لم تعد مطروحة على طاولات الحكام العرب، ولا مكان لها بين القضايا والمصالح التي تستأثر باهتمام الأنظمة العربية. بمعنى أن الشعب الفلسطيني يقف وحيدا في صراع البقاء في وجه الاحتلال الاسرائيلي المستثمر والمستفيد الوحيد من انشغال العواصم العربية بمسائل، التعاطي معها يجلب اضرارا كبيرة للقضية الفلسطينية، وبصورة أدق وأوضح، فان الشعب الفلسطيني فقد عمقه العربي الذي تحول الى سد منيع في وجه رياح الاسناد العربي، وتحول الى حام لاسرائيل وبرامجها ومخططاتها التي تستهدف تصفية قضية العرب الأول، أما أسباب هذا التردي والانحدار الموصل الى الانهيار الحتمي، فمن أهمها سياسة النظام السعودي التخريبية التدميرية، بعد أن تحول الى مقاول للارهاب الدموي، وأداة في أجهزة أمن اسرائيل وأمريكا تعمل على تفكيك الجيوش العربية، من خلال اشاعة الفوضى والارهاب وعدم الاستقرار في ساحات عربية محدودة، كالسورية والمصرية واللبناينة والعراقية، وقد تمتد وتتسع لتطال كل الساحات في حال نجحت سياسة آل سعود التدميرية المستندة الى القتل وارتكاب الجرائم وتنفيذ عمليات التفجير الارهابية الانتحارية.
هذا العناد الذي يلف أدمغة القادة السعوديين، والأحقاد التي تعتمل في صدورهم وكرههم لكل ما هو عربي واسلامي، هي أسس وقواعد السياسة السعودية ، التي تشغل الامة عن قضاياها المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي أوكلت مهمه تصفيتها لحكام الرياض.
وفي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، لا بد من القول بوضوح وصراحة أن القيادة السعودية باتت عدوة لشعب فلسطين وقضيته، وعاملا معرقلا لمساعي نصرة هذه القضية العادلة في كل المحافل، لتتحول هذه القيادة الى حليفة لاسرائيل التي تقمع شعب فلسطين وتسعى الى تصفية قضيته.