وذكرت مصادر خليجية مطلعة لـ (المنــار) أن فكرة "الاتحاد الخليجي" كانت مطروحة منذ سنوات، ويقف وراؤها تيار داخل العائلة السعودية يريد تشكيل كيان تتزعمه الرياض لزيادة تأثيرها في الساحة الاقليمية، والهيمنة من خلاله على جوانب سياسات الدول الخليجية.
وقالت المصادر أن المرحلة الحالية الصعبة التي تمر بها السعودية دفعتها الى اعادة طرحها من جديد، لعلها ترسم سياسات الدول المنضوية تحته، في ضوء التباين في هذه السياسات، مما يجعل الرياض تسبح وحيدة في بحر متلاطم تخشى الغرق فيه، خاصة، وأن هناك دولا خليجية باتت تنافس السعودية في توجهاتها وتسعى لأن تكون قائدة، وأخرى، حماية لأنظمتها تريد أن تبتعد عن الفلك السعودي الذي يهدد مصالحها.
وتؤكد المصادر لـ (المنـــار) أن الدول الرافضة وتلك المتحفظة على فكرة "الاتحاد" السعودي لها اسبابها في هذا الموقف، أهمها، أن نجاح فكرة الاتحاد الخليجي يضر بمصالحها الاقتصادية والأمنية، في مرحلة يجري فيها اعادة تشكيل التحالفات بفعل التطورات والمصالح التي فرضت بناء الاصطفافات الجديدة وارتباط ذلك، بالساحة الدولية.
غير أن المصادر أوردت على لسان دوائر خليجية، بأن السبب الأهم والأخطر في رفض سلطنة عمان وغيرها للطرح السعودي، وهو ما تخطط له الرياض من أهداف وارتباطات من وراء ذلك، وفي مقدمتها السعي لأن يكون "الاتحاد الخليجي" في حال اقامته بأن تكون له علاقة مع اسرائيل، وبمعنى أوضح أن ينشأ تحالف بين "الاتحاد" واسرائيل، بعد أن وصلت العلاقات بين السعودية واسرائيل مراحل متقدمة فاقت كل التصورات الى حد الحديث عن امكانية عقد اتفاقية دفاع مشترك بين الرياض وتل أبيب.
المصادر ذاتها أشارت الى أن وقوف دول خليجية في وجه السعودية ورفضها فكرة الاتحاد، جعل مجلس التعاون الخليجي في مهب الريح وأن احتمال انهياره وارد، خاصة وأن المنطقة تشهد تغيرات وتطورات متلاحقة، تفرض بروز وانتهاج سياسات جديدة.
