2025-05-18 02:36 م

اسرائيل والسعودية وتركيا تعيش حالة رفض الواقع منذ التوقيع على الاتفاق النووي الايراني

2013-12-10
القدس/المنــار/ ذكر دبلوماسي اوروبي رفيع المستوى لـ (المنــار) أن قيادة اسرائيل السياسية والأمنية ما زالت تعيش تحت حالة خاصة يمكن وصفها بحالة "رفض الواقع" منذ التوقيع على الاتفاق بشأن النووي الايراني في جنيف، وحسب الدبلوماسي الأوروبي فان هذا الوصف ينطبق أيضا على من يشارك اسرائيل مخاوفها من مستقبل منطقة الشرق الاوسط في أعقاب التوقيع على الاتفاق بين الغرب وايران، وعلى رأس تلك الدول السعودية. ويقول الدبلوماسي الاوروبي أن اسرائيل تواصل عقد اللقاءات والتشاور مع دول في المنطقة وفي العالم، وكشف الدبلوماسي الاوروبي عن أن تركيا بعثت مؤخرا برسالة جوابية على الرسالة التي بعث بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى القيادة التركية مع وزير البيئة الاسرائيلي، عمير بيرتس، الذي زار تركيا قبل ايام على هامش لقاء بيئي دولي. وتوقع الدبلوماسي الاوروبي مزيداح من التقارب بين تركيا واسرائيل في اعقاب التوقيع على الاتفاق النووي بين ايران والغرب ، واشار الى أن القلق التركي في اعقاب الاتفاق الايراني مع دول 5+1 لا يقل عن القلق الاسرائيلي ، خاصة وأن تركيا كانت ترغب في أن تكون متزعمة المنطقة الى جانب اسرائيل وكانت تعتبر ايران أحد أهم منافسيها في هذا المجال الى جانب الدولة المصرية، وفي الاونة الاخيرة تلقت ضربتين متتاليتين ، الاولى تمثلت بسقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر، والذي يعتبر حليفا لحكومة اردوغان، والضربة الثانية هو الاتفاق النووي الايراني يضاف اليه استمرار تماسك القيادة والجيش في سوريا وهو ما يضاعف القلق التركي ويجعلها تسعى الى تقارب أكبر مع اسرائيل خاصة مع الالتفاف الامريكي الاخير وتجاهل واشنطن لمطالب حلفائها في المنطقة.
ويشير الدبلوماسي الاوروبي الى أن عنوان المباحثات والمشاورات التي تجريها اسرائيل مع بعض الدول في الاقليم ، تتعلق بالواقع الجديد والخطوات التي يجب أن يتم القيام بها خلال الفترة القادمة، كما أن مقر جهاز الموساد في تل أبيب شهد عشرات اللقاءات مع مسؤولين في الاقليم منذ التوقيع على الاتفاق بين اوروبا وايران قبل أكثر من اسبوعين. وحسب الدبلوماسي الاوروبي فان مساعي اسرائيل لا تجد صدى لها في الدول الاوروبية وأن الصدى والتأثير الاكبر للمخططات الاسرائيلية للواقع الجديد في المنطقة يسمع في ساحات الدول الاقليمية وبشكل خاص السعودية وتركيا. كما أن مصير مصطلح "محور الشر" الذي كانت ايران أبرز أعضائه بات غامضا وغير واضح، خاصة في ظل السخونة المتزايدة في القنوات بين العواصم الغربية و طهران.
ويحاول الدبلوماسي الاوروبي تحليل وتوقع الرغبات الامريكية في الفترة المقبلة، حيث يؤكد أن أمريكا لن تنجر الى أي حروب أو مغامرات عسكرية في الفترة المتبقية من ولاية الرئيس اوباما، وأن واشنطن ستواصل مساعيها من أجل التوصل الى اتفاق نهائي حول برنامج ايران النووي، لكنها لن تبذل جهودا كبيرة في هذا المجال، خاصة وأن الاتفاق الانتقالي يمكن أن يحقق الهدف وهو تبريد الأجواء ومنع الانزلاق نحو حروب جديدة.