2025-05-18 11:31 ص

جولات كيري .. الجسور الزمنية والصيغ "الخلاقة" * اتفاق الاطار غير الملزم وتجنيد الزعماء العرب

2014-01-04
القدس/المنــار/ الطاقم الأمريكي لدعم المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني برئاسة مارتن انديك، يعمل بجهد وصمت على وضع "تصورات خلاقة" لتحقيق انفراج مدو في عملية السلام، وقد يكون هذا الانفراج على شكل اتفاق اطار، كالذي يتم الحديث عنه حاليا، وتتداوله وسائل الاعلام.
وكشفت مصادر موثوقة لـ (المنــار) نقلا عن عضو في الطاقم الأمريكي المذكور أن الاتفاق المرحلي الذي يسعى اليه الوزير الامريكي جون كيري هدفه مد "الجسور الزمنية" ورفع سقف المهلة الزمنية للمفاوضات لتستمر عجلتها بالدوران الى ما لا نهاية، فالهدف الامريكي في نهاية المطاف أن تتواصل المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني الى شهر أيلول القادم، على أمل التوصل الى اتفاق سلام.
وذكرت المصادر أن جون كيري يحاول تجنيد بعض الزعماء في المنطقة لدعم جهوده، لكنه، حتى الآن لم يحقق نتائج حقيقية، فقد أجرى الوزير الامريكي في الاسابيع الاخيرة عشرات الاتصالات مع قيادات في المنطقة دون أن يحقق الهدف المرجو. كما أن الطواقم الامريكية المرافقة لمبعوث السلام الامريكي مارتن انديك أجرت عشرات اللقاءات خلال الاسبوعين الاخيرين وبشكل متواصل، ولم تتوقف الا في عيد الميلاد ورأس السنة، مع فلسطينيين واسرائيليين، وهذه الطواقم تتنقل يوميا بين رام الله والقدس، وهي متخصصة في مجالات مختلفة، والمجال الأمني ليس الوحيد في دائرة تخصصاتهم، وبعضها يشرف عليها ويديرها بشكل مباشر مارتن انديك نفسه، والبعض الاخر يشرف عليها الجنرال الامريكي "جون ألن".
وأضافت المصادر أن من بين المسائل الخطيرة التي تجري محاولات لايجاد حل خلاق لها هي: مسألة اللاجئين، وهناك وفود أمريكية تحاول من خلال التشاور مع دول تعتبر متأثرة من هذه المسألة، لجس النبض وفحص مدى امكانية الوصول الى تحقيق "تصور خلاق" يوضع على طاولة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، أي أن ما تسعى اليه أمريكا هو طرح حلول خلاقة للقضايا العالقة في المفاوضات في محاولة لتحقيق انفراجات مجزأة أي بـ (القطاعي).. اختراق هنا، واختراق هناك!!.
وتنقل المصادر عن عضو في الطاقم الامريكي أن هذه الافكار والتصورات الخلاقة ستكون ضمن اتفاق الاطار الذي سيعرض على طرفي الصراع قبل صيف هذا العام، أو في نهاية المدة الزمنية المحددة للمفاوضات وهي تسعة أشهر، أي مع بداية الربيع.
وتكشف المصادر عن أن اتفاق الاطار سيضم عدة بنود تتناول مختلف القضايا الجوهرية، لكنها، لن تكون ملزمة، وتسمح بأن يتعايش الجانبان معا، واشارت المصادر الى أن الرسالة التي وصلت الى تل أبيب ورام الله عشية جولة كيري، ونقلها مارتن انديك الى الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تفيد بأن أمريكا لا تحاول فرض اي اتفاقيات سلام على الجانبين، لكنها، تسعى في الوقت نفسه للخروج في الجولة الراهنة من المفاوضات باتفاق يمنع تدهور الاوضاع الامنية، ويسمح بمواصلة اتدارة الصراع.
ورغم أجواء التشاؤم، الا أن مصدرا أمريكيا رفيع المستوى أكد لـ (المنــار) أن هناك تقدما سيفاجىء الكثيرين قد يتم انجازه عبر "قنوات خلفية"، لكن، مصدرا اسرائيليا أكد لـ (المنــار) أن لا صحة لما يحاول بعض المسؤولين الامريكيين الحديث عنه فيما يتعلق بوجود قنوات خلفية أحرزت تقدما، ولم ينف المصدر الاسرائيلي وجود مثل هذه القنوات على هامش القنوات العلنية، مضيفا أن هناك عاملا ما زال يمنع ويحول دون تحقيق تقدم حقيقي، وهو "الاشتباه" المتبادل والشكوك القائمة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، والمؤكد حسب هذا المصدر أن الاسرائيليين لا يفكرون بالانسحاب من المفاوضات، ويؤمن بأن الفلسطينيين أيضا لن ينسحبوا من المفاوضات حتى لا يغضب كيري وواشنطن، فالجانبان ليس لديهما القدرة على مغادرة قاعة التفاوض خوفا من تحمل مسؤولية الفشل، وهذا ما يعلق عليه كيري آماله، قبقاء الجانبين داخل قاعة التفاوض يعني مواصلة "الضغط" على الطرفين بما قد يسمح باحداث انفراج مهما كان شكله.