انتخابات السلطات المحلية في الضفة الغربية دون قطاع غزة، مؤشر له دلالاته الكبيرة والكثيرة، وهي قبل كل شيء ستحدد موازين القوى في الساحة الفلسطينية، وتحدد المسار للقوى المتنافسة .. وفي ذات الوقت ـ كما يقول مصدر مطلع لـ (المنــار) ـ ستفتح الشهية نحو انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة الغربية فقط، وهي دعوة أطلقتها أكثر من شخصية فلسطينية، لأهداف لا داعي لطرحها ومناقشتها وكشفها الان.
وعشية اجراء هذه الانتخابات يمكن ملاحظة أن آلية الاختيار داخل فتح لم تكن موفقة، فاللجان نفسها، والمصالح الشخصية في أكثر المناطق مثلت المقياس والمنطلق، وبالتالي، من أدارها سيتحمل المسؤولية، فهذه الانتخابات الفرصة الحقيقية الاولى منذ خسارة الحركة في الانتخابات التشريعية، وهي ايضا انتخابات حرة لجس نبض الشارع الفلسطيني بعيدا عن استطلاعات الرأي غير العلمية التي كانت تتناول شريحة محددة، وليست عشوائية. ولم نلاحظ دماء جديدة تضخ، والاسماء في اكثر المناطق هي نفسها في غالبية المنافسات التي تقام، وغاب عن لجان الاختيار أن الشارع الفلسطيني يريد احتضان الجيل الشاب الذي لم تمسه الشائعات، وايضا هناك تفسخ داحل الحركة كما هو حاصل في مدينة نابلس، تسبب في صراع انتخابي بين أبناء البيت الواحد، مما سيؤدي حتما الى ضياع وبعثرة الاصوات.
والانتخابات المحلية ستكون مختلفة تماما عن انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات والمعاهد، حيث لن تكون هناك فرص للتاثير عليها، والمواطنون سيختارون من يجدوه قادرا على خدمتهم في شؤون حياتهم، ولن تخلو هذه الانتخابات من تدخلات غير ظاهرة لحركة حماس من خلال عناصر دفعت بها الى الكتل المتصارعة، وستحظى بأصوات من الحركة للتقليل من نسبة فوز حركة فتح وغيرها.
مصادر واسعة الاطلاع قريبة من دوائر صنع القرار، ذكرت لـ (المنــار) أن نتائج هذه الانتخابات ستحدد الخطوة القادمة، بمعنى أنه في حال حصلت فتح على النصيب الاكبر من الفوز، فان القيادة الفلسطينية ستبادر سريعا للاعلان عن انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة الغربية، مع دعوة قطاع غزة الى المشاركة، وسيمنح مدة للرد لن تتجاوز الشهر، يصار خلالها الى عودة لجنة الانتخابات الى غزة، وهذا ما تستبعده المصادر، وعندها ستجري الانتخابات في الضفة فقط.
ومن هنا، فان الانتخابات المحلية، ستحدد المسار القادم والخطوات القادمة، وسيكون لها معاني كبيرة!!