وتقول دوائر سياسية مطلعة لـ (المنــار) أن جولة ظريف، هي للتذكير والتحذير، تذكير بأن ايران لا يمكن تجاهلها من الجهود والتحركات التي تشهدها المنطقة واستثناؤها من ذلك، ليس في صالح شعوب المنطقة، والجانب التحذيري في الجولة ، يركز على أن الارهاب بأشكاله الذي يضرب المنطقة يشكل خطرا على كل دول المنطقة، بما في ذلك تكل الدول التي ترعى هذا الارهاب وتموله، بمعنى أن طهران بكل الصدق والوضوح والحرص تدعو دول المنطقة الى التنسيق فيما بينها لمواجهة هذا الارهاب قبل فوات الاوان، وفي ذات الوقت لفت نظر الدول التي زارها وبشكل خاص لبنان والاردن، ومن قبل تركيا بأن المعادلات في المنطقة قد تغيرت، وأن على قيادات هذه الدول أن تتعاطى مع هذه الحقيقة، وان لا تستمر في التغريد خارج السرب، أو في واد آخر كما يقولون.
وتؤكد الدوائر ، أن الاهم في جولة الوزير الايراني ظريف، هو التوجه الايراني العملي لتبديد أجواء العنف والحروب وتصعيد التوترات، وبأن الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست كما تشيع اسرائيل ودول في المنطقة كالسعودية بأن طهران عدوة لشعوب المنطقة، وانما هي حريصة على قضاياها ومصالحها، ومدافعة عنها، ناصحة ومحذرة من انجرار بعض الدول وراء هذه الاسطوانة المشروخة التي تخدم أجندة معادية، وباختصار فان محمد جواد ظريف، وزير خارجية ايران، حمل معه في جولته نوايا طيبة لفتح صفحات جديدة من الثقة والتعاون خدمة لشعوب المنطقة.
وترى الدوائر أن الاهم في محطات جولة ظريف، هي المحطة السورية، حيث التقى الوزير الايراني بالرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، في هذا اللقاء الذي وصفته الدوائر بالأبرز في جولة ظريف، حيث أكد الوزير على ضرورة التنسيق بين الدول في المنطقة وبشكل خاص المحيطة بسوريا لمواجهة الارهاب، وفي ذات الوقت استمع الوزير الى شرح من الرئيس السوري حول تطورات الاوضاع في الساحة السورية مؤكدا ان الفكر الوهابي بات يهدد العالم، وأن على الجميع مواجهته بحزم وقوة، لتحقيق الأمن والاستقرار.