2025-05-18 02:37 ص

حماس تفتح بوابة غزة وفتح ليست باباً للهرب.. فتوح وأبو عمرو والمهمة المستحيلة

2014-01-22
القدس/المنــار/ وصل الى غزة روحي فتوح الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي اليوم ذاته وصل الى القطاع زياد أبو عمرو نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، هاتان الزيارتان تأتيان في وقت يتزايد فيه الحديث عن اتصالات سرية وعلنية تجري بين قيادتي فتح وحماس.
وكان فتوح قد التقى قيادات من حماس عدة مرات في غزة والقاهرة، ومن بين هذه القيادات اسماعيل هنية، ويبدو أن هناك تباينا في وجهات النظر والمواقف بين قيادات حماس بشأن المصالحة وغيرها من الملفات، ولم يعد مستغربا أن تطلق خلال هذه اللقاءات تصريحات من قياديين وناطقين اعلاميين في حماس، يمكن وصفها بالعراقيل التي توضع في طريق المصالحة، وهناك خطوات من جانب الحركة أكدت أن تيارا قويا لا يريد المصالحة بالطريقة التي يفترض أن تتم فيها استنادا الى ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة، فقبل أسابيع ثلاثة أعلن اسماعيل هنية أن يد حماس ممدودة للمصالحة، وطرح خطوات "بناء ثقة" لانجاز هذا الملف.. ولكن، وفي اليوم التالي رفضت الحركة السماح بدخول روحي فتوح الى غزة.
وأكدت مصادر عليمة لـ (المنــار) أن الاتصالات بين قيادتي فتح وحماس لم تتوقف، وهناك مسؤولون في السلطة الفلسطينية يلعبون دورا في ذلك، ومنهم زياد أبو عمرو الذي يتردد كثيرا على القطاع ويلتقي بعيدا عن الاعلام مع مسؤولين في حماس، واليوم الأربعاء وصل كل من فتوح وأبو عمرو الى غزة، وبطبيعة الحال ستكون هناك لقاءات لهما مع حركة حماس حيث في القطاع قيادات من الحركة تقوم بالترتيب للقاءات هاتين الشخصيتين مع اسماعيل هنية.
دوائر ذات اطلاع ذكرت لـ (المنــار) أن ملف المصالحة ليس من السهل اغلاقه، وانهاء القطيعة والانقسام، فحماس لديها أسبابها القوية في هذه المرحلة لتنادي بانجاز المصالحة، وبشكل خاص وضعها الصعب في ضوء اغلاق الساحات الرئيسة في وجهها، وبالتالي، تريد قشة تتعلق بها للخروح من هذا المأزق، وفتح تدرك ذلك، وهي "تتأنى" في اتخاذ الردود على تصريحات حماس، وهي أيضا ليست معنية بفك أزمة حماس من خلال لقاءات واتصالات، هي في الحقيقة مضيعة للوقت، ولا خطوات عملية تؤكد عكس ذلك.
كذلك، تتباين مواقف الدول الاقليمية، وذات التأثير اتجاه المصالحة، فبعضها لا تريد للانقسام أن ينتهي في الساحة الفلسطينية وتضع العراقيل في طريق ذلك، وقوى أخرى تريد مصالحة بمقاييس وبأجندات غير منطلقة من البستان الفلسطيني، ويتضح أن قيادتي الحركتين غير معنيتين لأسباب كثيرة اغلاق هذا الملف في هذه المرحلة، فحماس ما زالت تنتظر أن تنجح جماعة الاخوان في لملمة صفوفها، والشفاء من الضربات التي وجهت لها في مصر، والعودة الى الحكم، وفتح، ليست مضطرة أن تتعاطى في هذا الملف من دون تناول الجوهر فيه، وترفض أن تكون مجرد باب لهرب حماس من أزماتها.
وبالتالي، فان هذه الاتصالات والتحركات كمن فرض عليه السباحة حتى لا يغرق ليس أكثر.
ويبقى ملف المصالحة مفتوحا، وسط ما يمكن وصفه بحمى التصريحات وسوق النوايا الطيبة وحسن الثقة والتنافس على الزيارات، لكن، نسمع جعجعة ولا نرى طحينا، ويتهيأ الناطقون باسم كل الاطراف لاطلاق التصريحات معلنة، استمرار القطيعة، ومواصلة الادعاءات والاتهامات.