يقول الدبلوماسي الأمريكي لـ (المنــار) أن اصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على رفض أية اشارة الى موضوع "يهودية اسرائيل" وتمسكه بعبارة واضحة وصريحة حول القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية أسقطت أحلام رئيس الدبلوماسية الأمريكية بتمرير اتفاق الاطار، ويشير الدبلوماسي الامريكي الى أن الرئيس عباس رفض ضغوطا صعبة لتليين موقفه من ثلاث دول عربية، اثنتان منهما خليجية، ويرى الدبلوماسي الأمريكي ان اتفاق الاطار كان يهدف الى المحافظة على حالة الزخم التي تشكلت منذ استئناف المفاوضات.
يضيف الدبلوماسي الأمريكي أن التصلب الفلسطيني دفع جون كيري الى اعادة النظر في بنود ورقته، وبعد مراجعة سريعة للطواقم الأمريكية المكلفة بدعم المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، وصل الى نتيجة مفادها أن أي استبعاد والغاء لأي بند من البنود الواردة في اتفاق الاطار المرسوم والمعد أمريكيا سيفقده مضمونه.
وهذه النتيجة التي توصل اليها وزير خارجية الولايات المتحدة دفعته ومساعديه والطواقم المساندة له في واشنطن الى البحث عن "شهادة تمديد الصلاحية" للمفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهذه الشهادة هي عبارة عن ورقة أمريكية هدفها فقط تمديد الفترة الزمنية لهذه المفاوضات حتى نهاية العام الجاري، وبالفعل ـ يتابع الدبلوماسي الامريكي ـ بدأ فريق كيري لدعم المفاوضات بمهمة اطلاع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني على مضمون الورقة الجديدة التي تسمح بتمديد المفاوضات.
ويكشف الدبلوماسي الامريكي في حديثه مع (المنــار) عن لقاءات تجري بشكل مكثف منذ عشرة أيام وبشكل منفصل بين الولايات المتحدة وكل من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، كما تستضيف واشنطن لقاءات فلسطينية أمريكية للاتفاق على شكل ومضمون وصيغة البيان الأمريكي الذي سيعلن تمديد المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وعن توزيع نقاط الربح والخسارة منذ انطلاق سباق المفاوضات وحتى اليوم، يقول الدبلوماسي الأمريكي أن الفلسطينيين هم الخاسر الأكبر حتى الان مما جرى من تبادل للافكار وطرح للطروحات خلال ادارة الاتصالات حول اتفاقية الاطار، ويعترف الدبلوماسي الأمريكي أن موضوع يهودية اسرائيل ، والشكل الاسرائيلي المطروح، وكذلك الصيغة المقبولة على الجانب الاسرائيلي بشأن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة، بات طرحا تتبناه أمريكا بشكل كامل، وأن اعلانات وتأكيدات الوزير الامريكي كيري بهذا الخصوص شكل احدى النقاط الخاسرة للجانب الفلسطيني، ويكشف الدبلوماسي الامريكي عن أن هناك توافقا بين اسرائيل والولايات المتحدة بنسبة تتجاوز الـ 80% فيما يتعلق بشكل الترتيبات الأمنية التي يجب أن تطبق بين اسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة.
وتحدث الدبلوماسي الامريكي عن ضغوط تمارس على القيادة الفلسطينية من أجل منعهم من اتخاذ أية خطوات متسرعة نحو الهيئات الدولية، وهذه الضغوط يرى فيها كيري اسنادا لطروحاته بشأن تمديد المفاوضات حتى نهاية العام الحالي، أو نهاية شهر أيلول على أقل تقدير.