2025-05-24 08:04 م

الفوضى الخلاقة من سايكس بيكو الى الصراع بين النفط والغاز.. دولتا غزة والضفة وكيانات الاقليات

2012-10-11
القدس/المنــار/ عقدت في العاصمة البريطانية بداية شهر تشرين أول الجاري جلسة نقاش بحضور دبلوماسيين وباحثين كبار تناولت التطورات والاحداث في الساحة العربية، وحقيقة ما يجري في هذه المنطقة المشتعلة، جلسة النقاش عقدت في مركز بحث اعتاد تقديم أوراق استراتيجية وتقديرات عن القضايا الهامة الى الحكومة البريطانية.
دبلوماسي بريطاني مخضرم شغل مناصب هامة في وزارة الخارجية البريطانية، وعمل سفيرا في عواصم عربية عدة، شارك في هذا اللقاء، وأثارت اقواله اهتمام المشاركين، هذا الدبلوماسي تحدث لـ (المنــار) وقال، ان مصطلح ومفهوم "الفوضى الخلاقة" كان يتردد في الدوائر الدبلوماسية البريطانية منذ عقود طويلة، وفي اللحظة التي ظهرت فيها الدول المستقلة المنبثقة عن معاهدة "سايكس بيكو" حيث اعترفت دوائر الشرق الاوسط آنذاك بوجود خلل في التقسيم ، يستدعي البحث عن حلول أخرى، فكان مفهوم الفوضى الخلاقة.
ويرى الدبلوماسي البريطاني ضرورة معرفة الترجمة الحقيقية لمفهوم الفوضى الخلاقة، فهو لا يعني حرق سيارات والقاء حجارة في الشوارع، وانما يعني وبدقة "التفتيت" أي تفتيت الدول العربية وتجزئتها وتقسيمها الى دويلات للاقليات وهذا ما تشهده اليوم المنطقة، وما يستهدفها.
ويقول الدبلوماسي البريطاني أن هناك مواجهة بين منطقة الغاز وبين منطقة النفط، والدول النفطية وتحديدا في دول الخليج تحاول الابقاء على الفوضى لفترة زمنية أطول، ويشير الدبلوماسي هنا، الى أن تفتيت العراق مرتبط بما يحدث في سوريا، وأن نجاح الشعب السوري وقيادته في دحر ما يتعرض له، سيفشل مخططات "التفتيت" التي تقودها امريكا وبريطانيا مع أدواتهما في المنطقة، ولم يستبعد الدبلوماسي البريطاني المخضرم وقوع أحداث صعبة في الاردن والجزائر وفلسطين والخليج، ومصر ايضا بما يسهل تنفيذ خطة "التفتيت".
ويضيف الدبلوماسي البريطاني أن العنصر العربي "مغيب" ، وهو في طريقه الى التلاشي لصالح العنصر التركي، وعن المسألة الفلسطينية يجيب أنها انتهت بغزة والضفة الغربية، أي دولة غزة، ودولة الضفة، فعندما يتقسم ويتفتت الوطن العربي يكون الانقسام الفلسطيني الضفة والقطاع ظاهرة طبيعية، ويكشف عن أن الدول الغربية بريطانيا وفرنسا وامريكا هي التي كرست لغات الاقليات، وليست الاقليات نفسها التي طالبت بهذا التكريس، وصحيح أن الاقليات لديها مخاوف الاندماج، لكن، لديها الرغبة أن لا تكون غريبة عن المجموع، فجاءت الدول الغربية لتعزز لديها مفهوم الكيانات المستقلة، وهذا أحد القواعد التي يرتكز عليها مفهوم التفتيت الذي يسميه البعض "الفوضى الخلاقة".