القدس/المنــار/ الزيارة المرتقبة للرئيس الفلسطيني ، محمود عباس، الى العاصمة الأمريكية واللقاء المتوقع الذي سيجمعه مع رئيس الولايات المتحدة، باراك اوباما، سيجيب بالتأكيد على كثير من التساؤلات الفلسطينية حول الخطط الأمريكية المستقبلية بشأن العملية السياسية والصراع بين الفلسطينيين واسرائيل. دوائر دبلوماسية في الولايات المتحدة ذكرت لـ (المنــار) بأن اللقاء المرتقب الذي سيجمع عباس واوباما في الـ17 من الشهر الجاري هو مهم للغاية وسيتم خلاله تبديد الغموض وعدم الوضوح في الموقف الامريكي بشأن مستقبل عملية السلام وشكل الخطة التي يرغب رئيس الدبلوماسية الأمريكية في وضعها لاحداث تقدم في العملية السلمية. وتضيف الدوائر الدبلوماسية بأن الوفد الفلسطيني الذي زار واشنطن بالتزامن مع فترة تواجد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة، لم ينجح في التعرف بصورة كافية على ملامح الخطط الأمريكية المستقبلية بشأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وتؤكد الدوائر أن الخارطة الامريكية للتقدم في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، باتت في مراحل اعدادها الاخيرة، وأن هدفها الرئيس هو الوصول الى اتفاق دائم بين اسرائيل والفلسطينيين، لكن هذا لا يمنع اتباع "خطة ب" والاتجاه الى اتفاق انتقالي طويل الاجل في حال تبين عدم جهوزية الطرفين للتوصل الى اتفاقيات دائمة تنهي الصراع. وتشير الدوائر الى أن هذه الرغبة والنوايا الامريكية سيستمع اليها الرئيس الفلسطيني خلال زيارته الى واشنطن، وسيطلب منه الجانب الأمريكي الموافقة على تمديد المفاوضات الى نهاية العام الجاري، وهو ما استمع اليه نتنياهو وأعلن موافقته عليه خلال اللقاءات التي جمعته مع القيادات الامريكية وعلى رأسها الرئيس اوباما، الذي أكد لنتنياهو على أهمية تقديم بعض خطوات حسن النية لتسهيل مهمة التمديد. وتضيف الدوائر نقلا عن مقربين من رئيس الوزراء الاسرائيلي، أن الاخير يرى بأن المهم بالنسبة لاسرائيل أن تنتزع الولايات المتحدة موافقة فلسطينية على تمديد المفاوضات حتى نهاية العام الجاري، وأنه يستبعد أن تنجح الجهود الامريكية في ايصال الطرفين الى خط النهاية والتوقيع على اتفاق دائم. ويضيف المقربون من نتنياهو أن الاخير أكد لاوباما ضرورة التفكير بحلول انتقالية طويلة الأجل وضرورة العمل من أجل تفعيل خطة كيري لتنمية الاقتصاد الفلسطيني وأهمية التقدم في هذه الخطة وعدم ربط التقدم في هذا المسار بالتقدم في المسار السياسي.
ويعترف المقربون من نتنياهو بأن الاخير استمع في واشنطن الى رغبة امريكية حقيقية في التقدم نحو "حل ما" للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وأن رئيس الوزراء الاسرائيلي لن يستطيع الظهور بمظهر المعطل لهذه المساعي وسيعمل على التعاون معها في المرحلة المقبلة، خاصة وأنه لمس من الامريكيين تفهما ودعما كاملا للمطلب المتعلق باعتراف فلسطيني بـ "يهودية اسرائيل" ، الا أن الاختلاف الوحيد مع واشنطن بشأن هذه المسألة، هو توقيت اعتراف الفلسطينيين بذلك، حيث ترى الولايات المتحدة أن اعترافا فلسطينيا بيهودية اسرائيل يمكن أن يأتي في المرحلة النهائية وعشية التوقيع على اتفاق مع الفلسطينيين، لكن نتنياهو يرى أن هناك أهمية لاعتراف فلسطيني بيهودية اسرائيل لأن ذلك يمكن أن يسهل مهمته في حشد تأييد شعبي واسع لأي تنازلات تقدمها اسرائيل للفلسطينيين.
الدوائر الدبلوماسية في الولايات المتحدة ترى أيضا أن الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي سيتعرضان في الاسابيع المقبلة الى ضغوطات أمريكية كبيرة من أجل احداث التقدم الذي تنشده وتتمناه واشنطن، وأن فريق كيري يناقش حاليا أفكار بشأن خطة لحل الصراع مع الفلسطينيين، وأنه سيضعها على طاولة المفاوضات في حال تبين له عجز أو مماطلة الطرفين في التقدم بالمفاوضات.