2025-05-24 08:37 م

الموسم الانتخابي في اسرائيل يفتح "خزائن الاسرار" * اتهام اوباما وباراك باحراج نتنياهو وضرب فرص فوزه

2012-10-13
القدس/ خاص بـ "المنــار"/ يبدو أن الموسم الانتخابي في اسرائيل سوف يشهد الكثير من المفاجآت ، وسيدفع بكثير من الاسرار الى الواجهة في اطار التنافس بين الاحزاب والشخصيات السياسية المختلفة، ورغبة كل طرف في احراج الآخر لتحقيق مكاسب سياسية.
واستنادا الى مصادر سياسية فان هذا الموسم سيشهد حالة من تصفية الحسابات بين الاحزاب والجهات السياسية في اسرائيل سواء داخل الائتلاف الذي يتزعمه نتنياهو، أو بين الاحزاب من اليسار واليمين، كما أن جهات خارج الساحة الاسرائيلية ستقوم بتسريب بعض المعلومات للتأثير على فرص نجاح أو خسارة هذا الطرف أو ذاك.
وتقول المصادر أن تسريب المعلومات حول مفاوضات سرية كانت تدور بين اسرائيل وسوريا في العام 2010 لتحقيق انفراج بين البلدين يؤدي الى التوصل الى اتفاق سلام ينهي حالة العداء ، هو امر غير مفاجىء، فالاجواء في تلك الفترة ، ونشاط ورحلات المبعوث الامريكي "جورج ميتشل" ومساعده لشؤون سوريا "فريدريك هوف" بين تل أبيب ودمشق، بالتأكيد لم تكن رحلات استجمام، وانما زيارات تم خلالها تبادل الافكار بين القيادتين في البلدين، والمعلومات التي نشرت حول اقتراب الطرفين من التوصل الى اتفاق سلام يضمن لسوريا استعادة هضبة الجولان بالكامل مقابل سلام مع اسرائيل بدون أي قيود او اشتراطات تحدد لدمشق علاقاتها وترسم لها سياستها الخارجية اتجاه حلفائها الاقليميين، تعتبر بالتأكيد انتصارا للدبلوماسية السورية التي أدارت تلك الاتصالات والمفاوضات ، رغم أن اسرائيل لم تكن جدية في طروحاتها في تلك الفترة، لأنها جاءت في اطار لعبة "اللعب على المسارات". أي أن الحركة على كل مسار من مسارات التفاوض مع الاطراف العربية كانت تتم حسب الاحتياجات الاسرائيلية، وليس في اطار الرغبة الحقيقية بالتوصل الى اتفاق سلام، وايضا في اطار ايمان اسرائيل باستحالة تحقيق انفراج حقيقي في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني يؤدي الى التوصل الى اتفاق نهائي يطوي ملف الصراع بين الطرفين.
ويبدو أن الجهة التي تقف وراء تسريب هذه المعلومات أرادت بالتأكيد احراج نتنياهو في ظل الموسم الانتخابي، واتهمت جهات مقربة من نتنياهو واخرى محايدة بأن وزير الدفاع ايهود باراك وجهات امريكية باطلاع الرئيس باراك اوباما ترغب في ضرب فرص نتنياهو بالعودة الى رئاسة الحكومة من جديد بالوقوف خلف تلك التسريبات، بعد التوتر الذي شهدته العلاقة بين باراك ونتنياهو من جهة وبين نتنياهو وادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما، الذي يشعر بأن رئيس وزراء اسرائيل حاول في اكثر من مناسبة التأثير على فرصه بالفوز في السابق الانتخابي الرئاسي من خلال تسريب معلومات عن أزمة خطيرة بين اسرائيل والولايات المتحدة، وتشير هذه الجهات الى أن ايهود باراك وحلقة ضيقة من المستشارين كانت على علم بتفاصيل تلك المفاوضات، وأن التوتر في العلاقة بين نتنياهو وبين وزير دفاعه ايهود باراك قد تكون وراء فتح "خزائن الاسرار".
وتوقعت جهات اسرائيلية أن تشهد الاسابيع القادمة حتى موعد الانتخابات الكشف عن الكثير من الاسرار، ولقاءات التفاوض التي كانت تجري في الخفاء بين شخصيات اسرائيلية واطراف عربية ، من بينها اطراف فلسطينية، ولم تستبعد هذه الجهات أن نشهد حالة من التسريبات المتبادلة  بعد هذا التسريب من ملف التفاوض السوري الاسرائيلي، الذي جاء لاهداف حزبية اسرائيلية مرتبطة بالموسم الانتخابي، خاصة وأن "خزائن الاسرار" مليئة بتفاصيل مفاوضات واتصالات سرية أدارها باراك مع قيادات فلسطينية وطرحت فيها الكثير من الافكار ولم تكن مقبولة على نتنياهو.