القدس/المنــار/ تقول تقارير أعدها خبراء في مجال الامن والاستخبارات لدى مراكز بحثية حكومية في عواصم غربية أن الامال التي علقها الغرب على موجة "الربيع العربي" لتساهم في خلق واقع جديد في الشرق الاوسط ملامحه مرضية للعواصم الغربية واسرائيل، هذه الامال لم تتحقق. مصادر خاصة ذكرت لـ (المنــار) استنادا الى احد هذه التقارير أن اسرائيل لم تحقق كل ما تأمل به من موجة "الربيع العربي" التي اجتاحت العديد من العواصم العربية تباعا منذ أكثر من 3 أعوام ، فاسرائيل كانت لديها آمال كبيرة جدا. فهي تطلعت الى مرحلة "الحصاد" التي تأتي بعد انتهاء هذه الموجة وبشكل خاص "المحصول" الذي يمكن أن تجنيه من الساحات السورية، المصرية واللبنانية، وهي بشكل رئيس "ثمار" أمنية تتعلق بتقوية اسرائيل لموقفها وموقعها الأمني في مواجهة أخطار محتملة من الدول المجاورة لها. ويضيف التقرير أنه على الرغم من حالة الانهاك الذي تعيشها المؤسسة العسكرية في كل من سوريا ومصر، في ضوء استمرار المؤسستين في مواجهة الاخطار التي تهدد البلاد، الا أن المؤسستين في البلدين ما تزالان تعملان بتماسك ولم تسقطا تحت حالة الضغط العسكري والحصار بجميع أشكاله.
ويحاول التقرير الغوص أكثر في العقلية الامنية الاسرائيلية، ويقول أن امنيات اسرائيل لم تكن واحدة اتجاه ما يجري في الساحات المجاورة لها، ففي مصر، كانت الرغبة الاسرائيلية تقوم بشكل اساسي على ضرورة اضعاف الجيش المصري واحداث حالة ارباك سياسي وامني واقتصادي في الدولة المصرية وأن تستمر حالة الارباك والتخبط لأطول فرصة ممكنة. وهنا شكل صعود الاخوان الى الحكم في مصر داعما للرغبات الاسرائيلية، فهذه الجماعة ادارت شؤون البلاد منذ اللحظة الاولى لتوليها زمام الامور بصورة عشوائية وكانت سياساتها في مختلف المجالات مرتبكة ووصفها التقرير بأنها كانت "الوصفة" الأمثل لاستمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار في الدولة المصرية، خاصة وأن اضعاف الجيش المصري كان من الاهداف الرئيسية لحكم الاخوان في مصر، حتى لا يتمكن هذا الجيش من قلب موازين القوى في المستقبل، ومن هنا كان للجماعة دور رئيس في عمليات اشغال الجيش التي كانت تتم من خلال عمليات تخريبية ضد المواقع العسكرية في سيناء. لكن، ما حدث في الـ 30 من حزيران 2013 قلب الطاولة وخلط الاوراق وعطل الخطط واسقط أماني اسرائيل والعديد من الدول الغربية التي كانت تتمنى أن تواصل جماعة الاخوان سياستها "الهدامة" في مصر، كما ان ارتدادات هذه الثورة لم تقتصر على الساحة المصرية بل تجاوزتها لساحات اخرى وعكست الصورة في أكثر من ساحة ملتهبة، وما تزال تأثيرات هذه الارتدادات نشعر بها ونراها حتى اليوم، ويتوقع التقرير أن يأخذ منحى الاوضاع في مصر شكلا ايجابيا بعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي مهما كانت النتائج، خاصة في حال تمكن النظام الجديد من ترسيخ مبدأ استقلالية القرار المصري.