رضوان مرتضى
يعيش قسم كبير من «جهاديي» أهل السنّة حالة إحباط. الشعور بالمظلومية يتنامى، والإحساس بتوالي «الهزائم» يثبط العزيمة. بين هؤلاء من يرى في «تفرّق الصف والفتن ضرورة لتنقية صفوف المجاهدين»، فيما يقول آخرون: «إن لم ننجح في التغيير الآن، فسنُدعس لثلاثين سنة مقبلة على الأقل».
لم يمر «الجهاديون» بفترة أصعب من تلك التي يعيشونها اليوم. «دولة الخلافة» التي لطالما دغدغت أحلامهم، تجسّدت حقيقة أمام أعينهم، قبل أن... تتبخّر. الشعور بالإحباط، عزّزته هزيمة القلمون. فجأة، سقطت يبرود «حصن الجهاديين» في الريف الدمشقي. الانهيار السريع للمسلّحين في عاصمة القلمون تبعه سقوط الزارة وقلعة الحصن في تلكلخ. وسُلّمت بعدها رأس المعرّة وفليطا من دون مقاومة تُذكر.
باتت الحدود اللبنانية ــــ السورية شبه مضبوطة. سبق ذلك توقيف الأجهزة الأمنية اللبنانية المتّهمين الرئيسيين في التفجيرات الانتحارية التي ضربت ضاحية بيروت والهرمل. استعاد «الجهاديون» بعضاً من أنفاسهم مع بدء المواجهات في كَسَب على الساحل السوري، لكن تقدّمهم توقف عند النقطة التي بدأوا منها. بعد ذلك، عوجلوا بالخطة الأمنية في طرابلس. وبالتوازي، مُني هؤلاء بهزيمة حمص القديمة. لملموا المرارة مع انسحاب آخر المسلّحين المتحصّنين فيها. فيما نصف بلدة المليحة في ريف دمشق بات في قبضة الجيش السوري الذي يسجّل تقدماً ملحوظاً في حلب شمالاً وفي درعا جنوباً. أما دير الزور فمطحنة موت تبتلع «الجهاديين» في حربهم الضروس ضد بعضهم بعضاً. الخلاصة: «المعركة صعبة والعالم كله اجتمع ضدنا». هذه قراءة يتفق عليها معظم «الجهاديين».
بين فقدان الأمل والثقة بالنصر
«هل ترانا نلتقي أم أنها كانت اللقيا على أرض السراب، ثم ولّت وتلاشى ظلّها واستحالت ذكريات للعذاب». يستعيد أحد «الجهاديين» هذه الكلمات التي كتبتها أمينة قطب (شقيقة سيّد قطب) التي تزوّجت من كمال السنانيري، صديق شقيقها وشريكه في الزنزانة والمحكوم بالسجن